التعديات علي سبيل أم محمد علي خلف مسجد الفتح برمسيس كادت أن تخفي جميع ملامحه الأثرية فقد تحول السبيل ذو الطابع الأثري إلي مخازن ومحلات وورش ومكاتب وبيوت سكنية. علي عويضة - عامل بلوكاندة مجاورة للسبيل - يقول: أعيش في هذا المكان منذ 40 عاما أعرف أنه سبيل أم محمد علي وله قيمته التاريخية والأثرية وكان مزارا للسياح لما به من جمال علي شكل نصف دائرة مليء بالنقوش ذات الزخارف الإسلامية واللوحات الرخامية ولوحتين كبيرتين من النحاس يسجلان تاريخ السبيل ولكنني حزين علي ما أصابه بالرغم من أنه يقع في مكان حيوي وفوجئنا قيام هيئة الآثار بترميمه قبل الثورة ثم توقف العمل حتي أصبح ممر السبيل من الداخل مأوي للبلطجية ومتعاطي المخدرات. ويؤكد عماد ناجح: السبيل مساحته هائلة حوالي 500 متر تقريبا لا يملك تلك الواجهة المطلة علي شارع الجمهورية فقط بل يتكون من ثلاثة مداخل ولكن المداخل تحولت لمحلات لبيع مستلزمات رجال المطافئ ومصنع لأكياس الورق ومن الخلف بالجانب الأيمن الباب الرئيسي للسبيل ممر يصل إلي ورش لصناعة الكراسي وبالداخل البيوت السكنية مكون من دورين تكاد تنهار علي سكانها في أي لحظة نظرا لقدم المكان. الإيجارات للأوقاف إحدي سكان السبيل رفضت ذكر اسمها: نحن متواجدين منذ 50 عاما وهذا المكان تابع لوزارة الأوقاف ونقوم بدفع إيجاره شهريا والذي يصل إلي 8 جنيهات شهريا ويتم دفعه للأوقاف. ردم بير السبيل هلال محمد - عامل بورشة لصناعة الكراسي بممر السبيل من الداخل - لقد سمعت من الغفير حارس الأثر قبل وفاته والذي كان يسكن في هذا المكان لحماية السبيل بأنه كان يتواجد من الداخل بير للمياه تابع للسبيل مسئولا عن مد سكان المنطقة بالمياه ومع دخول المياه إلي المساكن تم ردمه وأغلق السبيل وانتقلت تبعيته إلي وزارة الأوقاف والتي قررت تأجير شققه والمحلات والورش التي نحن متواجدين فيها الآن. ويضيف منصور شحاتة - أحد سكان المنطقة - حاولت هيئة الآثار أكثر من مرة إخلاء السكان من منازلهم ولكن للأسف السكان رفضوا الخروج ومنذ ذلك الوقت لم يأت أحد للسؤال عنه بل أصبح في حالة لا يرثي لها وفي الفترة الماضية تم سرقة أجزاء من الشبابيك المتواجدة بالسبيل ونخشي الآن علي اللوحات الأثرية المتواجدة علي جانبي السبيل والمصنوعة من النحاس من سرقتها في أي وقت علاوة علي ذلك أصبح المكان مليئا بالقمامة والمخالفات من الواجهة ومأوي للبلطجية ومتعاطي المخدرات. مواجهة سلوي حريم - مدير عام منطقة تفتيش آثار وسط القاهرة - قالت قبل الثورة قمنا ببعض أعمال الترميمات لواجهة السبيل ولكن للأسف بعد الثورة توقف العمل فيه فالسبيل وما يحتويه من بيوت سكنية ومحلات يتبع وزارة الأوقاف أو ربما تكون ملكيات خاصة ولكن جميع المباني ذات الطراز المعماري التاريخي يطبق عليه قانون التنسيق الحضاري ومن المفترض أن يطبق عليه قانون حماية الآثار ترميمات المكان بالرغم من أن وزارة الأوقاف هي المطالبة بذلك فوزارة الأوقاف كل الذي يهمها هو تحصيل القيمة المالية من سكان البيوت أو المحلات والورش المؤجرة بمداخل السبيل أو أي مكان يغلب عليه الطابع التاريخي وهناك مفاوضات بيننا كهيئة للآثار وبين وزارة الأوقاف لإخلاء السبيل تماما والحفاظ عليه كأثر ولكن للأسف نجد صعوبة من السكان..أرسلنا خطابات لوزارة الأوقاف والحي للتعديات التي تحدث دائما للأثر وإجراء الكثير من المحاضر ولكن الرد يكون فقط من الناحية الإجرائية والتنفيذ لا يحدث.