تمكّن سائق فريق ريد بُل، دانيال ريكياردو، من الفوز في سباقه الثاني على التوالي، والثالث له في مسيرته الاحترافية وفي الموسم الحالي من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد. إذ عبر خط النهاية لسباق جائزة بلجيكا الكبرى في المركز الأول بعد سباقٍ مثيرٍ شهد مشاكل بين سائقَي فريق مرسيدس، حيث اصطدم روزبرغ بهاميلتون، الذي كان يحتل المركز الأول آنذاك. رغم هذه المشاكل، تمكّن نيكو روزبرغ من الاحتفاظ بمركزه الثاني، رغم أنه كان يطارد ريكياردو في اللفات الأخيرة، خصوصاً وأن ريكياردو أجرى توقفه الأخير في اللفة السابعة والعشرين، في حين أجرى روزبرغ توقفه الأخير في اللفة الرابعة والثلاثين، وتمكن من تقليص الفارق بشكلٍ كبير في المراحل الأخيرة من السباق. احتل المركز الثالث سائق فريق ويليامز، فالتيري بوتاس، والذي خاض معركةً مثيرةً في اللفات الأخيرة، عندما كان يتنافس مع مواطنه، كيمي رايكونن، من أجل مركز الصعود على منصة التتويج الأخير. حُسمت هذه المعركة لمصلحة بوتاس في اللفة 40. لم يتمكن رايكونن من الصعود على منصة التتويج، لكنّه تمكّن من تحقيق أفضل نتيجة له خلال موسم 2014 من بطولة الفورمولا واحد، إذ عبر خط النهاية في المركز الرابع، في حين تعرض زميله في فريق فيراري، فرناندو ألونسو، لعقوبةٍ بسبب عدم إخلاء أعضاء الفريق من قرب سيارته قبل بداية لفة التشكيل. نتيجةً لذلك، خاض ألونسو معركة طويلة مع سائق ماكلارين كيفن ماغنوسِن على المركزين الخامس والسادس. انضم لهذه المعركة كل من باتون وفيتيل في اللفات الأخيرة من السباق، إذ تمكّن باتون من تجاوز ألونسو، لكنه تراجع مرةً أخرى خلف فيتيل بسبب احتدام المنافسة بينه وبين ماغنوسِن، الأمر الذي دفع باتون ليخرج من حدود الحلبة ويتراجع مرةً أخرى. تمكّن فيتيل من تجاوز ألونسو في اللفة ما قبل الأخيرة ليبدأ بمطاردة ماغنوسِن وتجاوزه إلى المركز الخامس في المنعطف الأول من اللفة الأخيرة، بينما تمكّن باتون من تجاوز ألونسو في الوقت ذاته. وبالتالي احتل فيتيل المركز الخامس أمام ماغنوسِن، باتون، وألونسو. في حين أكمل بيريز وكفيات المراكز العشرة الأولى. انطلاقة السباق كانت مثيرة للغاية، إذ كانت انطلاقة لويس هاميلتون هي الأفضل، من المركز الثاني، حيث تمكن من تجاوز روزبرغ للصدارة. في حين تراجع روزبرغ واحتل المركز الثالث خلف سيباستيان فيتيل. كان سائق ريد بُل سريعاً للغاية في اللفات الأولى من السباق، وحاول تجاوز هاميلتون وخطف الصدارة عند منعطف لي كومب، إلا أنه تأخر في الكبح واضطر للخروج عن حدود الحلبة والتراجع خلف روزبرغ. اللفة التالية حملت المزيد من الإثارة عند نفس المنعطف. ولكن هذه المرة بين سائقَي مرسيدس، إذ حاول روزبرغ تجاوز هاميلتون عند المسار الخارجي، ولكن جناحه الأمامي اصطدم بالجناح الخلفي الأيسر لسيارة هاميلتون، مما أدى لإحداث ثقب في إطار سيارة هاميلتون، ليدخل بعدها إلى منطقة الصيانة لإجراء توقف إجباري ويخرج من المنافسة على السباق إذ كان يطالب فريقه بالانسحاب طوال الوقت من أجل المحافظة على محركه. جاء القرار النهائي في اللفة 39 عندما طلب فريق مرسيدس من هاميلتون التوجه إلى منطقة الصيانة والانسحاب من السباق. تمكّن روزبرغ من الاستمرار في الصدارة، ولكن عندما توجه إلى منطقة الصيانة في اللفة الثامنة، قام بتغيير الجناح الأمامي. أما بالنسبة لثنائي ريد بُل، بقي فيتيل أمام ريكياردو، الذي بدأ بتعويض تأخره بعد الانطلاقة، إلا أن ارتكاب فيتيل لخطأ عند المنعطف العاشر سمح لريكياردو بتجاوزه، وليبدأ بالمنافسة على إحراز الفوز، مستفيداً من توقف روزبرغ الأول الطويل.