كثيرا ما نكون متلهفين لقدوم مناسبة خاصة كعيد ميلادنا، أو العيد أو النجاح في الدراسة حتى نرى المكافأة أو الهدية التي سنحصل عليها بهذه المناسبة من الأهل أو الأصدقاء... لكن في كثير من الأحيان تحدث خيبة الأمل عندما نكتشف أن الهدية التي تلقيناها بعد طول انتظار من شخص مقرب لنا، لم تكن أبدا على مستوى توقعاتنا. هل سبق وحدث معك هذا الموقف؟ أن تفتح غلاف هديتك، لتجد أنها شيء رخيص وعاد جدا، كزوج من الجوارب أو القفازات، أو ما غير ذلك من هدايا غير مناسبة إطلاقا، وبعيدة تماما عن أولوياتك ومجالات اهتمامك؟! وفي هذه الحالة، ما الذي عليك فعله؟ وما رد الفعل الذي يجب أن يبدو على وجهك؟ للأسف، لكن يكون باستطاعتك أن ترفض الهدية أو تطلب تغييرها أو حتى أن تعبر لمقدم الهدية عن مشاعرك الحقيقية من غضب واستنكار وخيبة أمل وإحباط، بل إن قواعد اللياقة وأصول التعامل مع الآخر لابد أن تدفعك في اتجاه مختلف تماما. ففي مثل هذا الموقف، سيكون عليك استدعاء مهاراتك التمثيلية في أقوى حضور لها، حتى تمثل أمام مقدم الهدية أن ما قدمه لك كان بكل المقاييس مفاجأة سعيدة بالنسبة لك، وأنك في قمة الرضا والفرحة بهديته لأنها كانت ما ينقصك بالضبط!! إذا لم تجد في نفسك القدرة على تمثيل هذا الدور بشكل متقن، فعليك أن تكتفي بمحاولة رسم ابتسامة امتنان على وجهك، مع توجيه عبارة شكر مباشرة لمقدم الهدية على تفكيره فيك، وتذكره لهذه المناسبة التي تخصك. ولكن، ربما تكون هناك بارقة أمل تلوح في الأفق رغم هذا الموقف المحبط. فربما يكون مقدم الهدية قد ترك لك إيصال الشراء مرفق مع الهدية، حتى يمكنك معرفة المكان الذي اشترى منه، وتقوم باستبدال الهدية، واختيار أخرى تروق لك. ولا تقلق من أن يغضب مقدم الهدية، فسواء كان خالتك أو عمك أو صديقك المقرب أو شريك حياتك، فهم يهدفون في النهاية إلى إسعادك، وإلى أن تتلقي هدية تناسبك وترضي ذوقك، فحتى لو قمت بتغييرها لن يغضب أحد. نفس الكلام ينطبق على تلقي هدية عبارة عن ملابس أو أحذية بمقاس يختلف عن مقاسك. يمكنك الذهاب إلى المتجر الذي تم الشراء منه لاستبدال الهدية والحصول على المقاس المناسب، وحتى اللون الذي تفضله دون أن يكون في ذلك إحراج لمقدم الهدية. لكن إذا كانت الهدية عبارة عن شيء مصنوع يدويا، كأشغال الإبرة، أو سترة صوفية أو حتى رسم لصورتك، فحتى لو لم يرق لك هذا الشيء الآن، تأكد أنه سيكون له قيمة معنوية كبيرة جدا عندك فيما بعد، فمثل هذه الأشياء المصنوعة يدويا تتطلب وقتا وجهدا كبيرين من صانعها، ومعنى أنه اختصك بهذا الشيء أن لك مكانة كبيرة جدا في قلبه، ولهذا فبعد سنوات ستمثل هذه الهدية ذكرى غالية ودليلا على حب واهتمام مقدمها على مر الزمن. عليك بالشكر والامتنان لمقدم الهدية والاحتفاظ بها، لكن إذا كانت لا تروق لك أو غير مناسبة لاحتياجاتك أو ذوقك، فلست مجبر على استخدامها في هذه الحالة، وليس هناك أي انعدام للياقة في مثل هذا التصرف. في النهاية يجب أن نذكر أنه إذا كان مقدم الهدية غير موجود أمامك الآن، أو أرسلها لك بالبريد لوجوده خارج البلاد، فعليك إرسال رسالة شكر رقيقة له عبر البريد العادي أو الإلكتروني، ويفضل أن تكون مصحوبة ببطاقة أنيقة مكتوب عليها بحروف كبيرة (شكرا لك).