هذه الرسالة ليست تهنئة بالعيد كالرسائل التي اتت لمكتب سيادتك قبل العيد من كل مديري التربية والتعليم على مستوى الجمهورية وليست بها الكلمات التي اعتدت عليها منذ توليك الحقيبة الوزارية المنوط بالعمل عليها بل هذه رسالة يجب أن تصل لك كآلاف الرسائل التي يجب أن تدركها جيدا كوزير مسئول عن التعليم في مصر. المكان : ادارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة.. الزمان : بداية العام الدراسي.. المدرسة : طه حسين الابتدائية بنين (إمبابة).. الواقعة : قيام المدرسين باستغلال الفصول خلال اليوم الدراسي وحصص النشاط واثناء الدراسة العادية للحصص الاساسية بإعطاء الدروس الخصوصية على مرئ ومسمع من مدير المدرسة ووسط استنفار من الموظفين الاداريين . ماذا يحدث في المدارس المصرية وما دور الادارات التعليمية يا سيادة الوزير في المراقبة والمتابعة والتفتيش الدوري عليها ؟.. لن اتناول في مقالي هذا ما وصل إليه التعليم المصري من تدهور وتدنٍ ملحوظ بشكل بالغ وشديد الخطورة على أجيال تتخرج دون أن تعرف الحروف الابجدية أو الكتابة او الحساب البسيط.. بل سأتناول ما يحدث في فصول المدارس الحكومية التي يتملكها كل مواطن ليحولها المدرسون إلى فصول دروس خصوصية لحسابهم الخاص على مرأى ومسمع من أولياء الامور والادارة المدرسية لان ما يحدث هو جريمة بكل معنى الكلمة... جريمة في حق الدولة والطالب والعملية التعليمية التي انت منوط بها وليس أحد غيرك مسئولا عنها أمام الله والشعب الذي اقسمت اليمين على أن تصون مصالحه العامة وليس مصالح المدرسين الذين يستغلون الفصول للتربح فهذه القضية لا تنزوي تحت بند الفساد الاداري فقط بل تمتد إلى استغلال المال العام وهي جريمة جنائية يجب أن يحال فيها كل من تورط إلى القضاء الجنائي ليكون عبره لمن لا يعتبر. يا معالي وزير التربية والتعليم أنك المسئول أمام الجميع في ما يحدث ومازال يحدث والمدرسة تحمل اسم الراحل طه حسين اول من نادى بالتعليم المجاني للمصريين الا أن المدرسين بالمدرسة اغفلوا ذلك تماما متجاهلين كل القيم والمثل ليتربحوا من خلال درسوهم الخصوصية داخل فصول المدرسة وفي اثناء العام الدراسي.. اتمني ان تصلك الرسالة وأتمني أن تعي ضرورة ما تناولته واتمني أن تتخذ كل التدابير التي تحدث في المدارس المصرية الحكومية التي ستتحول قريبا إلى فصول للدروس الخصوصية ليتعلم من لديه المال فقط.