رغم اقتراب الفيلم الإيراني "انفصال" من اقتناص جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، ورغم فوزه بجائزة الجولدن جلوب عن نفس الفئة، فضلا عن تكريمه في عدة مهرجانات دولية، إلا أن الفيلم فشل في الحصول على دعم السلطات الرسمية في الجمهورية الإسلامية.. فما أسباب ذلك؟ الواقع أن الفيلم الذي يتميز بمستواه الفني العالي، قد أبدت الحكومة الإيرانية تحفظها على الاحتفاء الذي يلاقيه الفيلم ، بسبب "الصورة غير الحقيقية التي يعكسها عن الجمهورية الإسلامية" . فقد قال رامين بهمان ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ، لوكالة رويترز ، عند سؤاله عن العمل الذي يعتبر واحداً من أكبر نجاحات سينما بلاده عبر تاريخها ، أن "الجميع يجب أن ينظر إلى تلك المهرجانات بشيء من الكياسة. أحيانا نرى الذين يديرون تلك المهرجانات يمنحون جوائز قيمة لأفلام تركز فكرتها الرئيسية على الفقر ومصاعب مواطني البلد ، يجب ألا يقود هذا فنانينا لتجاهل النقاط الايجابية الواضحة وخصائص أمتنا والاتجاه بدلا من ذلك الي نوعية الاشياء التي يرحب بها منظمو مثل تلك المهرجانات" . فيلم A Separation - أو "انفصال" أصبح أحد الأفلام المرشحة بقوة لاقتناص جائزة أوسكار لافضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، بعد أن دخل في التصفية النهائية مع ثمانية أفلام أخرى لاختيار 5 من بينها لتتنافس على جائزة الأوسكار التي سيتم إعلانها يوم 26 من فبراير المقبل. وفاز "انفصال" الذي يتناول قصة زوجين يصارعان فكرة هجر الوطن بعدد من جوائز العام لافضل فيلم ناطق بلغة أجنبية من بينها جائزة جولدن جلوب ورابطة نقاد السينما في نيويورك والجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين. وتدور أحداث فيلم "انفصال" ، حول محاولة زوجة الحصول على الطلاق من زوجها بسبب رفضه الهجرة معها خارج إيران ، بينما تتعقد الأمور أكثر حينما ترفع عليه خادمة المنزل قضية ، تتهمه فيها بأنه تسبب في إجهاض حملها بعد أن دفعها على السلم، وعبر قصص الأُسَر البسيطة ، يبدو اهتمام فرهدي، الذي ظهر في فيلمه الأول "عن إيلي" بنسبية الحقيقة ، والتلاعب السردي بالمعلومات . يُذكر أن الفيلم نالَ احتفاءً كبيراً من الجمهور والنقاد في الولاياتالمتحدة ، وحول العالم بشكلِ عام ، وكرمته أغلب الدوريات والجمعيات النقدية ، بصفته الفيلم الأجنبي الأفضل لعام 2011 ، مناصفةً مع "الفنان" .