مصطفى عمارةشهدت الآونة الأخيرة تزايد الانتقادات الموجهة لجماعة الاخوان المسلمين بعد تردد أنباء عن ضلوعهم فى المشاركة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى صفقة رفع حظر سفر المتهمين فى قضية التمويل الاجنبى فضلا عن صفقة بين الطرفين حول اختيار مرشح الرئاسة الجديد ووسط تلك الانتقادات أدلى الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق للجماعة، مؤسس حزب النهضة ذو المرجعية الاسلامية، بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره اتجاه تلك التطورات.. وإلى نص الحوار:- مامدى صحة الانباء التى ترددت عن صفقة بين الاخوان والمجلس العسكرى حول اختيار رئيس الجمهورية؟بالقطع هذا احتمال وارد الى حد كبير لان هذا الموضوع سبقته تفاهمات بدأت عقب 11 و 12 فبراير العام الماضى، وتلك التفاهمات لم تنقطع لان كل طرف فى حاجة إلى الطرف الآخر وهذا الامر لو صح فانه لا يليق بالمجلس العسكرى، لانه له وضعية خاصة باعتباره السلطة الحاكمة الان ولكنه ليس فوق القانون واعتقد ان التوافق بين الطرفين حول هذا الموضوع مرفوض وسيكون له تداعياته واثارة السلبية.واخشى ان يستثمر المجلس العسكرى فى وضعيته الخاصة للضغط على الوزارات لدعم مرشح بعينه لان ذلك مصادرة للارادة الحرة.- هل ترى ان دعم الاخوان لاى من المرشحين يرجح كفة هذا المرشح؟يمكن للاخوان ان يكون لهم تاثير فى انتخابات الرئاسة، لكن لن تكون لهم كلمتهم الحاسمة إلا فى انتخابات الاعادة لو حدثت لان الكلمة الاولى والاخيرة للشعب المصرى وهذا ما حدث على ارض الواقع عندما ثار الشعب لاسقاط فلول النظام السابق وكذلك مقاطعة انتخابات مجلس الشورى والتى رأى انها عديمة الجدوى.- فى ظل إعلان الاخوان عن عدم دعمهم لمرشح اسلامى هل ترى هذا الاعلان نوع من التمويه والمرشح المعلن لهم قد يختلف عن الذى سيدعموه؟لا اعتقد ذلك فلابد للشعب ان يعرف المرشح الذى سيدعمه الاخوان لانهم وحدهم غير قادرين على حسم اختيار هذا المرشح وسوف يعتمدون على ثقة الشعب.- اعلن شباب الاخوان دعمهم للدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح بينما اعلنت قيادة الجماعة رفضها له.. هل تتوقع ان يؤدى هذا الخلاف حول هذا الموضوع الى انشقاق داخل الجماعة؟لا اعتقد ذلك فالاختلاف بين القيادة وشباب الجماعة تأثيره سيكون محدود وربما لن يتعدى 10% فالاخوان تنظيم قوى ومتماسك.- هل تتوقع استمرار الاخوان فى موقفهم الرافض لدعم أبوالفتوح؟أعتقد ان الجماعة سوف ستتراجع عن هذا الموقف اذا حقق ابو الفتوح تقدماً فى سباق الرئاسة وتحديدا اذا دخل جوله الإعادة مع أحد المرشحين- ماذا سيكون موقفك من ترشيحه؟رغم اننى كنت لا اؤيد ترشيح أبو الفتوح لانتخابات الرئاسة بالمخالفة لقرار مكتب الارشاد، إلا أنه ما دام ترشح بالفعل فإننى سأقف بجواره حتى لا يتم ذبحه مرتين لانه كان يجب على الجماعة تجميد عضويته وليس فصله كما حدث- ترددت أنباء عن تورط الاخوان فى سفر المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى ما تجلى فى توجيه السناتور جون ماكين الشكر للاخوان فى اتمام الصفقة.. ما مدى صحة ذلك؟ربما أراد السيناتور جون ماكين لإحداث وقيعة، ولكن سفر المتهمين الامريكيين، لم يكن فقط نتيجة دور الاخوان، بل ساهم المجلس العسكرى والقوى السياسية الاخرى فى اتمام الصفقة.- ترددت أنباء أيضاً عن وجود مخطط لخيرت الشاطر، للسيطرة على الدولة ورحلته الاخيرة الى قطر كانت لتحقيق هذا الهدف؟لا اتصور ذلك وربما كان هدف تلك الرحلة تهيئة السبل القانونية لاستثمار عربى فى مصر، بعد هروب الاستثمارات نتيجة الاحداث الاخيرة، وعدم وجود سيولة وإذا استطاع الإخوان، تحقيق نوع من التفاهم مع بعض الانظمة لدخول استثمارات عربية الى مصر فى اطار قانونى فإن ذلك يحقق فى النهاية الصالح العام.- ما حقيقة التمويل الخارجى للجماعة فى ظل تردد أنباء عن امتلاكهم أرصدة فى بنوك سويسرا؟تمويل الجماعة يتم من خلال الموارد الخاصة لابنائها ولا توجد مؤسسة او منظمة او دولة تقوم بتمويلهم لان الاخوان يعلمون مدى حساسية هذا الامر بالنسبة للدولة فضلا عن حرصهم على استقلالية ارادتهم.- ترددت انباء عن أن المجلس العسكرى سيظل يحكم من خلف الستار حتى بعد انتخاب الرئيس ما مدى صحة ذلك؟اعتقد ان ذلك سيحدث ولو من خلف الستار وسيسعى المجلس الى السيطرة على الرئيس الجديد سواء فى عملية اختياره او من خلال وضع تشريعات معينة.- هل سيلجأ المجلس الى تزوير الانتخابات؟اتوقع حدوث هذا وليس من الضرورى ان يتم التزوير بالطرق التقليدية، لكن مسألة عدم الطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وفقا لنص المادة 28 من الاعلان الدستورى يثير الشكوك.- هل تتوقعون صداما بين الاخوان والمجلس العسكرى مستقبلا؟لا اتوقع ذلك الإخوان حريصون على عدم حدوث هذا الصدام واعتقد انهم استفادوا من دروس الصدام مع أنظمة الحكم السابقة.