قال الدكتور كمال مغيث، باحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن دولة الرئيس المخلوع حسني مبارك، ساهمت في تدمير التعليم في مصر، مشيراً إلى أن النظام أضطر إلى "تصغير مصر" حتى يصلح جمال مبارك لحكمها، وأن أكثر المؤسسات تعرضاً للتخريب هو التعليم. جاء ذلك خلال الصالون الليبرالي الذي نظم مساء أمس بمركز "مبادرة لدعم قيم التسامح والديمقراطية"، حول " صناعة الحضارة" والتي بدأت بالقضية الأولى بعنوان "التعليم صناعة المستقبل"، بحضور الدكتور كمال مغيث الكاتب والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، ومحب إبراهيم عبود مؤسس ورئيس النقابة المستقلة وأضاف مغيث، أن المرتبات الهزيلة التي يتحصل عليها والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المعلمون هي من أهم سمات التخريب في التعليم، مؤكداً أن التعليم له أربع أهداف هي التعاطي مع الثقافة، والمواطنة، والعلم، والمهنية. وأشار إلى أن أول أسباب تدهور التعليم، هو أن لدينا تعليماً رخيصاً، حيث أن نصيب تعليم الطالب 1600 جنيه في السنة، إذا خصم المرتبات يصل المبلغ إلى 300 جنيه فقط هو تكلفة تعليم الطالب طوال السنة، في الوقت الذي يصل تكلفة الطالب في الدول المتقدمة إلى 5 آلاف دولار، مضيفاً أنه بما أن التعليم رخيص فهو سيء جداً، ويعتمد على التلقين وليس الابتكار والتحديث. واعتبر الخبير التعليمي، التعليم في مصر بأنه تعليم كهنوتي، حيث يعتمد على رضاء المعلمين أكثر من قدرة المتعلم على البحث والفهم، وهو الأمر الذي اعتبره النظام السابق أمناً، حيث لا يعرف الطالب إلا ما تريد السلطة أن تعرفه له، وأصبحت المناهج عبارة عن منشورات حكومية، وأصبحت الامتحانات ثقب أسود في العملية التعليمية. وتابع "مغيث":" المعلم هو حجر الزاوية في عملية التعليم،وكان في عشرينات القرن الماضي يتقاضى ما قيمته 32 جرام ذهب، لكنه يحصل الآن على ما قيمته جرام ذهب واحد، أي أنه تم تخفيض راتبه بنسبة 32 ضعف"، منتقداً الديكتاتورية والسلطوية التي تُمارس داخل المستويات التعليمية المختلفة