تعوّدنا خلال السنوات الماضية، أن يتم تجريد شهر رمضان المبارك من روحانياته وفيضه الربانية بسبب زخم المسلسلات والبرامج التي يتحفنا بها التليفزيون المصري الهمام، حتى تحول رمضان المعظم من شهر الصوم والعبادة إلى صوم الدراما! ولكن يبدو أن هذا المفهوم الخاطئ لطبيعة هذا الشهر الكريم، في طريقها للتبدل، صحيح أن السبب هو ضيق ذات اليد، وعدم وجود سيولة كافية، ولكن لعل تجربة هذا العام، تعطي بعض الدروس للمسئولين عن هذا الجهاز الإعلامي الخطير، وتدفعهم لاستلهام روح ثورة يناير المباركة، وإعادة النظر إلى حقائق الأشياء. فقد قرر التليفزيون المصري الاكتفاء بعرض أربعة مسلسلات فقط هذا العام على شاشاته، بسبب الأزمة المالية الضخمة التي يتعرض لها قطاع الإذاعة والتليفزيون، وفقا لما صرح به الدكتور سامي الشريف، رئيس الاتحاد. المسلسلات المقرر عرضها، هي نفسها التي سيشارك القطاع بشكل مباشر في إنتاجها، وفقا لضوابط جديدة من المقرر أن تحكم منظومة الإنفاق على الدراما، وكل ما سياشرك القطاع في إنتاجه، بعيدا عن الميزانيات الخرافية التي كان يتم رصدها على الورق فقط في عهد الوزير السابق أنس الفقي وأسامة الشيخ رئيس الاتحاد سابقا. وقد أعلنت راوية بياض، رئيس قطاع الإنتاج، أن المسلسلات المختارة هي "أهل الهوى" و"شجرة الدر" و"القاهرة 2000" و"العصافير"، في حين تم تأجيل باقي المسلسلات للعام المقبل، أو وفق ما يستجد من أمور.