حولت أمهات شهداء ثورة 25 يناير حفل عيد الأم الذي أقيم مساء أمس الاثنين بساقية الصاوي من حفل فرحة وتكريم لهن على تضحيتهن بأبنائهن في سبيل حرية مصر وشعبها إلى حالة كبيرة من الحزن خيمت على الحفل من قبل الأمهات والحضور بلا استثناء وذلك في أول عيد أم يمر عليهن بدونهم. وكان الحفل الذي بدأ في السادسة بكلمة للمهندس محمد الصاوي رئيس الساقية يتضمن تكريمات لأمهات الشهداء وإعطاءهن شهادات تقدير وبعض الهدايا مقدمة من سيدات أعمال وفاعلي خير، على أن يبدأ الحفل الفني في السابعة على الأكثر، إلا أن ما حدث أربك الجميع حيث صعدت أمهات الشهداء إلى المسرح ليقمن بالبكاء والتحدث عن شهدائهن ليشاركهن الحضور الذي كان يقدر بالآلاف البكاء، وليتحول الحفل إلى ما يشبه المأتم. وطالبت جميع الأمهات بالقصاص العادل من النظام البائد بكل مسئوليه كباره وصغاره خاصة أولئك الذين قاموا بإطلاق الرصاص الحي على أبنائهن الذين خرجوا في المظاهرات للمطالبة بالتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية ليقابلهم عساكر وضباط الأمن بالضرب بالرصاص الحي والرصاص المطاطي والذي أودى بحياة المئات منهم. وروت الأمهات على مدى ساعتين قصص حياة أبنائهن الشهداء وكيفية استشهادهم، مطالبين أن يتم تقديم الرئيس مبارك إلى المحاكمة العاجلة والعلنية له ولأسرته ولكبار رجال حكمه خاصة بعد تصريح وزير الداخلية بأنه من أمره بإنهاء أمر المتظاهرين بأي شكل وبأي ثمن. وبعد أن سيطر الحزن والبكاء على جميع الحضور طلب المهندس محمد الصاوي تخفيف البرنامج الفني المعد، حيث اكتفى بثلاث فقرات كانت الأولى من نصيب الشاعر الغنائي عوض بدوي والذي قدم قصيدة بعنوان "لما الوطن بيثور" نالت تصفيقاً حاداً من الجمهور الذي قاطعه عدة مرات مرددين هتافات "القصاص .. القصاص .. قتلوا أخواتنا بالرصاص" و "يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح". وكانت الفقرة الأشهر في الحفل تلك التي كان بطلها الموزع الموسيقي عزيز الشافعي والذي صعد على المسرح وسط تصفيق حاد من الجمهور، حيث قدم أغنية "يا بلادي .. يا بلادي .. أنا بحبك يا بلادي" والتي أطلقها وقت الثورة وشاركه غناءها الملحن والمطرب رامي جمال، حيث قام الجميع بغنائها معه وأعادها مرتين بناءً على طلب الجمهور. وكانت آخر فقرات الحفل من نصيب المطرب والملحن هاني عادل قائد فريق "وسط البلد الغنائي". يذكر أن الحفل قد شهد وجود عدد كبير من أسر الشهداء المسلمين والأقباط وعدد من الشخصيات العامة منهم الدكتورة منى مكرم عبيد رئيسة لجنة الشئون الخارجية بحزب الوفد وعضو اللجنة العليا فيه، والمحامية عصمت الميرغني رئيس مجلس إدارة جمعية بنت مصر الخيرية، ووائل غنيم مدير التسويق بشركة جوجل وأحد الداعين إلى قيام الثورة المصرية.