تحقيق السعادة للأبناء هو الشغل الشاغل للآباء والأمهات، فعلى اختلاف تقدير كل والدين للسعادة واختلاف السبل لتحقيقها، إلا أنهم يدركون جميعا أنها الطريق السليم لبناء شخصية صحية للطفل وتعزيز الثقة بالنفس والقدرة على تحقيق الإنجازات. ومفهوم السعادة يتغير طوال الوقت وفقا للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل. ففي المراحل الأولى لنمو الطفل، يعمل الآباء على إسعاد أطفالهم من خلال توفير أنظمة غذائية صحية، وتوفير الجو اللازم للحصول على القسط الكافي من النوم. ولكن الارتباط العاطفي بالطفل من الأمور التي يجب ألا نهملها في هذه المرحلة. فاحتياج الطفل للرعاية النفسية لا يقل عن الرعاية الجسدية في هذه السن تحديدا. لذا يجب تخصيص وقت للعب مع الطفل يوميا، مهما كنت مرهقة. - سعادة الطفل تعني أن يعيشها كما يحب، وليس كما تتمنى كثير من الأمهات. فلا تطغي على طفولة أبنائك بمحاولة تحقيق ما كنت تتمنينه لنفسك في مثل عمرهم. فليس من الضروري أن تكون اهتماماتهم أو هوايتهم أو حتى ألعابهم المفضلة تتفق مع اختياراتك. اتركي لهم مساحة للاختيار والتجربة. - عززي ثقته بنفسه، واشعريه بحبك له كما هو. فعندما يدخل طفلك الغرفة، اجعليه يشعر بأنك سعيدة لرؤيته عن طريق الترحيب به بحرارة والابتسام عند رؤيته. - كرري نطق اسم طفلك بصوت عال كلما أمكنك، لأن الأطفال يحبون سماع المقربين إليهم ينادونهم بأسمائهم بصوت عال. - علمى طفلك أن شعوره بالملل أمر طبيعى ومن هنا تصبح مهمة كل أب وأم العمل على تسلية أطفالهم مع العلم أنه أحيانا لا يمتلك الآباء أو الأمهات الوقت أو الطاقة الكافية للجلوس مع أبنائهم. ولكن يجب الانتباه إلى أن ترك الطفل ليتأثر بعوامل مثل التليفزيون ومجموعة من العوامل الخارجية الأخرى من شأنه أن يشكل عائقا فى عملية تطور ونمو الطفل. - امنحى طفلك بعض الدقائق أو الساعات أو الوقت المخصص له لكى يتسلى ببعض الأنشطة اليدوية التي ستجعله يعمل ويفكر، فمثلا يمكنك أن تمنحى طفلك أو طفلتك بعض الأوراق وعلبة ألوان لكى ينشغل بأمر مفيد يساعد على جعله سعيدا. - احرصى على أن تجعلى طفلك يشعر بأنه يمثل أهمية بالنسبة لك أكثر من العمل عن طريق إعطائه الاهتمام اللازم عن طريق التفاعل معه، فيجب أن يدرك أنك تنصتين لإجاباته عن أسئلتك بكل تمعن واهتمام. - اجعلى طفلك يشارك في وضع بعض القواعد ليكون جزءا من اتخاذ القرار ولكن فى نفس الوقت لا تجعليه المتحكم مما قد يؤدى لفقدانك للسيطرة. وتأكدى أيضا أن إشراكك لطفلك فى اتخاذ بعض القرارات المنزلية أمر صحى ومفيد وسيجعل أى طفل أو طفلة على استعداد كبير لتلقى الأوامر بسهولة. - يجب أن تكون تصرفات الأب أو الأم مثالية حتى يتصرف الطفل مثلهما. فالأطفال عامة يتصرفون طبقا لما يرونه من تصرفات الغير وليس طبقا لما يؤمرون به. فمثلا، إذا كنت تريدين أن يكون طفلك مراعيا لمشاعر الآخرين، فيجب أن يراك مراعية لشعور الآخرين حتى يستطيع أن يتخذك مثالا يقلده. أما إذا أردت مثلا أن يكون طفلك سعيدا، فيجب أن يراك مبتسمة دون أى تردد. وعلى الآباء والأمهات أن يدركوا أنه فى تلك الفترة، يكونون هم أكثر الناس تأثيرا على أبنائهم. إن تربية طفلك ليكون سعيدا أمر صعب بالفعل ولكنه أمر ضرورى ويجب التمسك به وهو أيضا أمر يمكن تنفيذه. فيجب على كل أم أن تقوم بالتركيز على مهمة واحدة وهى احتياجات ومطالب طفلها مع العمل الصادق والجاد على تنفيذها، ولا تنسي أن تنفيذ ذلك سيحول أسلوب حياتكم إلى الأفضل.