يبدو أن حالة الإفلاس الفني والفكري التي ضربت الوسط الفني عامة والغنائي خاصة ستظل مسيطرة عليه طيلة الفترة القادمة، حيث قرر عدد من المطربين المصريين والعرب إعادة تقديم الأغاني القديمة سواء التي تخصهم أو التي تخص المطربين الكبار لكن بتوزيع جديد، ورغم أن الفكرة تبدو مستهلكة، لكن نجاح تجارب بعينها لمطربين مثل محمد منير الذي غني من قبل للمطربات نجاة ووردة وشادية أو المطربة اللبنانية نانسي عجرم التي غنت من قبل لعزيزة جلال وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وشادية أو المطربة اللبنانية هيفاء وهبي التي غنت لسعاد حسني، لكن المؤكد أن نجاح هذه التجارب جعل عددا آخر من المطربين يعيدون النظر من جديد في هذا الأمر لضمان النجاح خاصة أن هذه الأغاني حققت نجاحا كبيرا لمطربيها الأصليين. والقائمة طويلة وعلى رأسها يأتي من المصريين أنغام وشيرين وحميد الشاعري، ومن العرب المطربة المغربية سميرة سعيد واللبنانية ميريام فارس واللبناني عاصي الحلاني، وأحدث الأخبار التي حصل عليها موقع "عيون ع الفن" تقول إن الملك محمد منير اتفق مع المنتج محسن جابر صاحب شركة عالم الفن علي إعادة تقديم أغانٍ نادرة من تلحين الموسيقار بليغ حمدي في ألبوم غنائي بتوزيع جديد، ويتكتم الطرفان أي معلومات عن هذه الأغاني مؤكدين أنها ستكون مفاجأة من العيار الثقيل لجمهور وعشاق منير. ومن جانبها تستعد المطربة أنغام لتقديم مجموعة من الأغنيات القديمة لكبار المطربين منهم أم كلثوم ونجاة ومحمد عبد الوهاب، لكن بتوزيع جديد، حيث قررت أن تطرح هذه الأغنيات من خلال ألبوم كامل تحضر له حاليا، وتنتجه لها شركة "آرابيكا ميوزيك" والتي وقعت معها عقدا بذلك منذ أيام. ومن داخل شركة روتانا أكد بعض العالمين ببواطن الأمور أن المطربة شيرين تحاول حالياً الحصول على الموافقات اللازمة لإعادة تقديم أغنية داليدا الشهيرة "سالمة يا سلامة" بصوتها وبتوزيع جديد، ومن المقرر أن تطرحها كأغنية سنجل خلال الأيام القادمة. وعبر إذاعته "رحاب fm" والتي يبثها عبر الإنترنت أعلن الملحن والموزع والمطرب حميد الشاعري أنه سيعيد تقديم مجموعة من أغنيات المطربة الكبيرة "صباح" القديمة من خلال ألبوم خاص يحضر له حاليا، وسيقوم بإعادة توزيع تلك الأغنيات بنفسه، والمثير ما أعلنه الشاعري بأن المطربة اللبنانية هي التي طلبت منه القيام بهذا الأمر. ومن المطربات العربيات اللاتي يخضن نفس التجربة المطربة المغربية سميرة سعيد التي تفكر حالياً في طرح ألبوم جديد يضم 15 أغنية من أغانيها القديمة بعد إعادة توزيعها بأسلوب جديد، كما قررت الاستعانة بفرقة موسيقية فرنسية للقيام بتوزيع هذه الأغاني. أما اللبنانية ميريام فارس فلجأت هي الأخرى إلى التفكير في إعادة إحياء الأغنيات القديمة من خلال أغنية للراحل منصور الرحباني بعنوان "البلبل بينادي ع الأغصان" لتضمها إلي ألبومها المقبل الذي تحضر له حاليا وتنتجه لها شركة ميلودي، ومن المقرر طرحه في عيد الأضحى المقبل. وأخيراً قرر المطرب اللبناني عاصي الحلاني أن يستثمر نجاح أغنية "البحرية" التي تعد إحدى أشهر أغنيات الفولكلور اللبناني، وسوف يصدرها كأغنية منفردة خلال الفترة المقبلة، بعدما اعتاد أن يقوم بغنائها في حفلاته المختلفة في لبنان وخارجها. عيون ع الفن" قام بسؤال عدد من المتخصصين في المجال الموسيقي ومسئولي جمعية المؤلفين صاحبة الحق في هذه الأغاني للوقوف على مدى أحقية هؤلاء المطربين في إعادة هذه الأغاني، فقال الموسيقار حلمي بكر: رغم جمال صوت شيرين وأنغام وسميرة سعيد واللاتي يعتبرن من أهم الأصوات الموجودة على الساحة الغنائية، إلا أنني لا أحبذ إعادة تقديم الأغاني القديمة خاصة إذا كانت ستصحبها توزيعات جديدة، حيث إن الأغاني القديمة لها رونقها وجمالها والذي يخفت عادة بإعادة تقديم هذه الأغاني القديمة. وأضاف بكر أن فرصة هؤلاء المطربات في الفوز ستكون ضعيفة للغاية نظراً لتعلق أغاني أم كلثوم وعبد الحليم وصباح وشادية وكبار مطربي زمن الفن الجميل في أذهان الجمهور الذي مازال يحفظها لحناً وكلاماً، مشيرا إلى أن نانسي مثلا قوبلت باستهجان كبير من عدد كبير من الجمهور عند إعادة تقديم أغاني الفنانة الجميلة عزيزة جلال مثل "مستنياك"، وهو ما ظهر أكثر في مبيعات ألبوم عزيزة الأصلي الذي تم توزيع آلاف النسخ منه عقب تقديم نانسي للأغنية. ومن جهته أكد الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين أنه سيقف بالمرصاد لأي مطرب أو مطربة يحاول استغلال أي أغان بدون الحصول على تصريح خاص من الجمعية ودفع المستحقات المطلوبة والتي ستعود على أصحاب هذه الأغاني وذويهم وهو حق تكفله لهم الجمعية، مشيرا إلى أنه لن يتهاون في حق الجمعية ولا أعضائها مع مطرب في حجم عمرو دياب للمحافظة على حقوق أعضاء الجمعية. وأكد سلطان أنه لن يمانع بصفته رئيس الجمعية من أداء أي مطرب محترم أو مطربة محترمة لأي من الأغنيات القديمة بشرط دفع المستحقات، أما عن رأيه الشخصي فإنه يفضل ألا يقدم أي فنان شيئاً من الأغاني القديمة لأنه يكشف عوار صوتهم ويضعهم في مقارنة مع أصحاب الأغنيات الأصلية وهي المقارنة التي تظلمهم وتكون في صالح القديم وبالتالي يخرجون من هذه التجارب خاسرين.