شهد مساء أمس السبت حادثا حزينا، وهو رحيل فنان الكاريكاتير الكبير، محي الدين اللباد، بعد صراع قصير مع المرض، وهو يحمل فوق كتفيه سبعين عاما قضاها في محراب الفن، ليسدل الستار على عملاق من عمالقة الفن التشكيلي المصري، بعد أن ترك بصمات لا تمحى في قلوب محبيه ومريديه. ولد اللباد عام 1940، وتفوق منذ صغره في الرسم الذي احترفه وهو ما يزال في الثانوية العامة، قبل أن تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1962، ويعمل رسام كاريكاتير في مجلتي روزاليوسف وصباح الخير. ومنذ منتصف الستينيات، عمل اللباد مصمما ومديرا فنيا للجرافيك، وصمم مشروع "كتاب في جريدة" وأشرف عليه لمدة أربع سنوات، كما شارك في تأسيس بعض دور النشر الخاصة بكتب الأطفال في مصر ولبنان، وله مؤلفات عديدة، تمت ترجمتها للعديد من اللغات، وشارك بها في عدة مهرجانات دولية، ونال عنها العديد من الجوائز. كما كان اللباد من أشهر مصممي أغلفة الكتب في العالم العربي كله، حيث اشتهر ببساطته المتناهية وفي نفس الوقت عمقه البالغ الذي يضيف إبداعا موازيا إلى إبداع مؤلف الكتاب، كما عرف عنه ميله لاستخدام عناصر ثرية من التراث الشعبي العربي. ومن إصدارته المهمة، سلسلة كتب "نظر" التي تعد مرجعا ثريا لمتذوقي وعشاق الفن التشكيلي والرسوم الكاريكاتيرية في مصر والعالم.