فنان الكاريكاتير الكبير, محيي الدين اللباد, فهو أحد عمالقة الفن التشكيلي المصري, ترك بصمات لها تأثير في قلوب محبيه ومريديه. والفنان محيي الدين اللباد من مواليد1940, درس التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة, وعمل بالعديد من المؤسسات الصحفية حيث عمل رساما للكاريكاتير أثناء دراسته الثانوية, ثم التحق رساما بمجلة' روزاليوسف' و'صباح الخير' قبل أن ينهي دراسته الجامعية. وعقب تخرجه عمل رساما ومؤلفا لكتب الأطفال في' دار المعارف', وفي مجلة' سندباد' التي أصدرتها الدار, وشارك في تأسيس عدد من المجلات المتخصصة ودور النشر. ومنذ منتصف الستينيات, عمل اللباد مصمما ومديرا فنيا للجرافيك, وصمم العديد من الصحف والمجلات العربية, والملصقات الثقافية, كما صمم مشروع' كتاب في جريدة' وأشرف عليه لمدة أربع سنوات, كما شارك في تأسيس بعض دور النشر الخاصة بكتب الأطفال في مصر ولبنان. وكان من أشهر مصممي أغلفة الكتب في العالم العربي كله, فاشتهر بتصميم أغلفة الكتب التي كان يعتمد فيها علي استخدام عناصر فنية من التراث الشعبي العربي. وتميز ببساطته المتناهية وفي نفس الوقت عمقه البالغ الذي يضيف إبداعا موازيا إلي إبداع مؤلف الكتاب. كما كان له عدة مؤلفات للكبار والصغار ترجم بعضها إلي اللغات الفرنسية, والإنجليزية, والإسبانية, والإيطالية, والألمانية, والفارسية, واليابانية. منها' مائة رسم وأكثر' و'المراهقون فوق سن الحادية عشرة', وأيضا' الرسم والتلوين الزيتي', و'كشكول الرسام' والذي حاز فيه علي جائزة الأكتوجون الفرنسية, وجائزة التفاحة الذهبية عام1989 من بينالي براتسلافا لرسوم كتب الأطفال في سلوفاكيا وهو عبارة عن بعض ذكريات بصرية من طفولة الرسام يوجهها إلي الكبار, وبعض اكتشافاته عندما كبر وصار رساما محترفا وصانعا للكتب, يعود فيوجهها للصغار. وأهم ما يميز أسلوب اللباد هي هذه البساطة والوضوح والتوجه للقارئ والخطاب الودود وروح المعلم التي لا تظهر بقوة ولكن حضورها واضح بلا شك ويتخذ أحيانا شكلا تعليميا, وتأتي الكلمات والمفردات اللغوية بسيطة وواضحة والتي تحتاج إلي إيضاح يتم إيضاحها في متن النص لا في حواش أو في مذيلات مما يجعل النص يتمتع بروح الألفة حيث يمتزج صعبه مع سهله وغريبه مع مألوفه وهي نفس الروح التي تميز هذه العلاقة بين المؤلف وقارئه المتخيل الذي يطلعه علي كل شيء: أوقاته المبهجة وأوقاته الحزينة وتأتي رسوماته شاهدة علي كل هذا, ويتداخل الرسم مع النص والنص مع الرسم فيصير الرسم نصا والنص رسما كما تتداخل الذكريات مع تقنيات العمل والسهل مع الصعب والمألوف مع الغريب. كما أصدر سلسلة كتب بعنوان' نظر' والتي تعد مرجعا لمتذوقي الفن التشكيلي والرسوم الكاريكاتيرية وفنون الجرافيك المعاصرة في مصر والعالم والعربي والعالم بأسره. وشارك في الكثير من معارض الكاريكاتير الدولية والتحكيم فيها. وتم تكريمه في كثير من معارض كتب الأطفال عن كتبه التي عني فيها بإعادة الاعتبار إلي القيمة الجمالية لكتب الأطفال.