لا شك أن عالم البرمجيات بكل ما يذهل الجميع به من برامج وتطبيقات غيرت مسار حياة الكثيرين لا يخلو من القرصنة والنقل عن أعمال الآخرين. للأسف الشديد قد لا يجد الكثيرون حرجا في الاحتيال المتمثل في السطو على مجهودات غيرهم ولعل خير مثال أمامنا أشهر موقعين إلكترونيين للتواصل الاجتماعي والبحث عن البيانات وهما جوجل وفيس بوك. يرفع القائمون على الموقعين شعار اقتناص الأفكار الرائجة وتطويرها وتعديلها كي لا تبدو كأصولها واغتنام جميع فرص الربح المادي والمعنوي، ومن ثم الوصول إلى الريادة في المجال. ومن أهم أهداف القائمين على الموقعين أيضا محاولة كل جانب إحباط محاولات الجانب الآخر في تحقيق التميز والانقضاض على كل ما هو جديد لحرمان الآخر من التمتع بلذة النجاح في تقديمه للعامة. من المعروف أن طرق البحث في موقع جوجل تتعرض لإعادة تشكيل وللتعديل عدة مرات كل عام، أما عن الفيس بوك فيخضع للعديد من التعديلات لتحسين شكله العام وأدائه. يذكر أن جوجل قد أقلعت عن مشروع برنامج جديد يخدم التعاون الاجتماعي روج له تحت اسم "Wave" أو موجة، ويذكر أيضا أن برنامج "Gift Shop"،أو متجر الهدايا، الخاص بموقع فيس بوك تعرض للشيء ذاته. يتبع الموقعان سياسة تغيير الجلد ويعملان بعقلية التغيير والتحديث كلما سنحت الفرصة. توضح العديد من المؤشرات أن شركتي جوجل وفيس بوك بصدد الدخول في صراع من أجل التفوق والتميز وتتسابقان في تحسين مستوى البرامج، وبعد شهور من التكهنات عن طبيعة التنافس بين الشركتين بدأت نذر الحرب في الظهور. يحتل موقع فيس بوك المركز الأول في تقديم خدمات التواصل الاجتماعي والتعارف، بينما ينفرد موقع جوجل بالأسبقية في تقديم جميع أنواع الخدمات المعلوماتية. ويطمع موقع جوجل في سحب البساط من تحت الفيس بوك من خلال تقديم خدمات تواصلية تضاهي الخدمات التي يقدمها الفيس بوك. أما عن الفيس بوك فهو يخطط لاستغلال شبكات الاتصال العملاقة والمتاحة عالميا في نسج خيوط شبكاته كي تصل إلى جميع أرجاء المعمورة. ويبدو هذا الصراع وكأنه صراع لأخيل العملاق مفتول العضلات مع فارس ينقصه في البنية الجسدية لكنه يتفوق في الذكاء وحسن التخطيط. من الجدير بالذكر أن شركة جوجل بدأت محاولاتها من أجل الوصول إلى الريادة في مجال التواصل الاجتماعي منذ سنوات وهي لا تألو جهدا في تصميم البرامج لذلك السبب. من أشهر محاولات جوجل إطلاقها برنامج Wave والذي وصف وقت بداية العمل عليه بأنه ثورة في عالم الاتصال ولم يسفر إلا عن الإحراج. وهناك أيضا برنامج Google Buzz والذي أطلق ليخطف الأضواء عن Twitter الذي أوقف لصعوبة الحفاظ على سرية البيانات.