لماذا أصبحنا في زمن عندما أذكر فيه أنني أحب زوجتي أشعر وكأنني شخص غريب قادم من عالم آخر.؟ ولماذا يخجل الرجال أن يذكروا أنهم يحبون زوجاتهم؟ بل وأصبح الرجل يبخل بقول كلمة أحبك لزوجته وكأنها ضعف أو كأنه يخاف أن تستغل زوجته حبه لتتحكم فيه. ففي سهرات الرجال عادة يتطرق الحوار من باب الدعابة إلى ذكر التأخير والعقاب المنتظر في المنزل والنوم على "الكنبة" وما إلى ذلك. وبعدها عادة تبدأ الزوجات بالاتصال على الهواتف المحمولة للاطمئنان على أزواجهن أو معرفة موعد عودتهم أو طلب عدم التأخير. فتجد كل منهم يتباهى ويتفاخر بالرد بعنف على زوجته ويرفع صوته كي يسمع الجميع كيف يعامل زوجته ليظهر أنه صاحب قراره وأنه القائد بالمنزل. وأن من يحدث زوجته بأسلوب مهذب يكون مادة خصبة للدعابة و"القفشات". إذن ماذا يمنع الرجال من ذكر حبهم لزوجاتهم؟ وأتعجب هل إظهار الحب للزوجة عيب! .. أخي الرجل إن الرجولة ليست بالتعصب والصوت العالي وقفل باب الحوارات لصالحك وفعل ما تريد وقتما تشاء. اعلم جيداً أن مقياس نجاحك كرجل وزوج هو سعادة أسرتك. واعلم صديقى أن ما تفعله الآن هو بناء لما سيذكرونك به غداً، فلتبنِ لهم ذكريات سعيدة. إن إضفاء روح المودة والحب بالمنزل غير متعبة ولا مكلفة بالمرة. وليس لها مردود إلا الحب والاحترام. واعلم أن السعادة والسحر والجمال ثلاثة في حياتك زوجتك رابعهم. والكل يعلم أن أجمل الحب هو ما جمع بين زوجين. وأن النساء بطبعهن يحببن الرومانسية. فهل حاولت أن تشبع حاجة زوجتك للرومانسية؟ فمتى يا صديقى كانت آخر مرة أحضرت فيها ورداً لزوجتك، هذا بالطبع إن كنت فعلتها قبل ذلك؟ ومتى كانت آخر مرة سهرت معها على ضوء الشموع، ومتى آخر مرة قلت لها أحبك. وهل ذكرت قبل ذلك أمام أحد أنك تحب زوجتك؟ متى كانت آخر هدية أحضرتها لزوجتك؟ واعلم أن كسب الزوجة أفضل من كسب المال. ومتى كانت آخر كلمة مدح مدحتها بها؟ فلا تنس أن المدح على قليل يعود بالكثير. وقبل كل ذلك لا تنس الابتسام لها فهو غير مكلف. ولا تنس قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ { سورة الروم / آية 21. وتذكر أن نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما جاءه عمرو بن العاص ليسأله من أحبُّ الناس إليك لم يتردَّد مطلقاً أن يقول عائشة... وعندما سأله ثم أي .... قال صلى الله عليه وسلم: ( أبوها ) ...أبوها .. من هو أبوها إنه الصديق والحبيب وأعلى الرجال قدرا ومكانة في ذلك الزمان إنه الرجل ذو المكانة العظيمة أبو بكر رضي الله عنه لم يذكره رسولنا الكريم باسمه بل نسبه إلى عائشة فقال أبوها. وكأنه صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن حبُّ الزوجة حق. وأخيراً أوصيكم بزوجاتكم خيراً ولتتقوا الله فيهن. ولا تخجل ولا تتراجع وأعلن أنك تحب زوجتك.