يقول الفستان الأبيض: تبحثين عنى، أنا فى كل مكان، لا مسافات بينا وجدران، بيتى عينيك فكيف تجهلين العنوان؟ هكذا ينادى كل قلب على محبوبه الذى قد لا يعرفه، ليحتل فؤاده، لينكس أعلامه، ليلغى نشيده الوطنى، ليسلمه مفاتيح قلبه حتى اذا ما دخل أغلق بابه، إنه الحب ذلك النهر المتدفق فى أعماقنا حتى ما جف جفت الحياة. ولكنه ليس بالضرورة الطريق الذى فى نهايته ترتدين الفستان الابيض ولا يأتى ارتداء الفستان الأبيض دائماً عن حب، وليس الامر كما تقول كاتبة مقالة " فستان أبيض مبقع" بأن الفتاة الطيبة بنت الناس هى التى لم تبحر من قبل فى زورق الحب فالحب لا يعيب أى إنسان حتى تكون من غرقت فى بحاره من قبل ليست طيبة وبنت ناس إنما الامر يتعلق بأن الشاب أو الفتاة عندما يرتبط كل منهما بالاخر فإنه يرتبط بماضيه وحاضره ومستقبله ومادام كلاهما لديه ماضٍ نظيف فما العيب فى الاعتراف به. كما أن الدعوة الى تعدد العلاقات العاطفية ليست صحيحة إطلاقاً لا من باب العيب أو الحرام... إنما لأنه عندما تلقين نفسك فى نهرالحب تأخذك أمواجه الرقراقة إلى حيث تشاء هى لا أنت، فلا يوجد شخص فى هذا العالم يملك مفاتيح قلبه حيث يستطيع أن يحب من يشاء ويكره من يشاء، فقد تفرق الايام بيننا وبين من نحب ولكن نظل أسرى لهذا الحب طوال العمر وتتهالك مشاعرنا أى تموت عشقا كما نقول بالعامية "بموت فيك " أى ماتت مشاعرى فيك فلم تعد قادرة على حب غيرك. ساعتها تكفينا زهرة واحدة لتصنع لنا ربيعاً، وكما يقول العقاد" عندما نحب لا نختار وعندما نختار لا نحب. بالتالى تصبح قدرة الفتاة -أو الفتى- على خوض عدة تجارب أمرأً ليس بيدها إلا إذا كانت تهدف إلى إشباع رغباتها فقط وتتخذ من الحب ستراً لتبرر ما تقوم به وهى فى أعماقها تدرك كما هى مخطئة فى حق نفسها حيث تبيع مشاعرها من أجل متعة محرمة زائفة. باحثة عمن يدفع لها ثمن فستانها الابيض، الذى ساعتها فقط ستملؤه البقع.