في مقاله الأسبوعي بجريدة الشروق اختار الكاتب والشاعر فاروق جويدة أن يتحدث عن حلم المصريين بانتخابات نزيهة غير مزورة في بلادهم. وتحت عنوان "المصريون.. ولعنة الانتخابات المزورة" قال جويدة في مستهل مقاله: "في دول الديمقراطية الصحيحة تعتبر الانتخابات من أهم وأخطر مظاهر التعبير.. إن صناديق الانتخابات فى هذه الدول هى المقياس الحقيقى للديمقراطية.. إنها تضع قواعد الوصول إلى السلطة وقواعد تداولها واستمرارها وبدون الانتخابات الحرة تصبح الديمقراطية مجرد صراخ فى الهواء تمارسه وسائل الإعلام والأحزاب الورقية.. وحين تتحول الديمقراطية إلى مجرد شعارات وصيحات فإنها تفتقد التواصل الفعال الذى يحدد قواعد المنظومة السياسية فى أهم جوانبها وهى تداول السلطة فى أعلى مستوياتها ووجود وسائل شرعية للتعبير عن رغبات المواطنين والذى يتجسد فى سلطة تشريعية قادرة على محاسبة السلطات الأخرى من خلال إرادة شعبية واعية ومؤثرة." ويطل الكاتب إطلالة تاريخية على عملية إجراء الانتخابات في مصر والتي يصفها بأنها "حملت فى كل مراحلها صورا كئيبة فلم تكن أكثر من ألاعيب سياسية افتقدت الشفافية والنزاهة وترفع الأهداف والغايات" ويعترف بالفضل لحزب الوفد في أنه أرسى قواعد سليمة وصحيحة لانتخابات واقعية بين الأحزاب السياسية في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وتحمل مسئوليته كحزب للأغلبية آنذاك. ينتقل جويدة إلى ثورة يوليو 1952 ويتهمها بأنها "شطبت الديمقراطية": "كانت الانتخابات هى الصورة الحقيقية التى يمكن أن يتأكد منها وجود ديمقراطية حقيقية أم مجرد شعارات كاذبة.. ولقد حاول ثوار يوليو تنفيذ بعض أهداف الثورة إلا أن كل شىء توقف عند الهدف الأخير وهو تحقيق الديمقراطية فلم يدخل هذا البند مراحل التنفيذ فى أى مرحلة من المراحل وبقيت الديمقراطية حلما بعيد المنال." ثم يتحدث جويدة عن نظرية أهل الخبرة وأهل الثقة التي أفقدت مصر الكثير من خبراتها، واعتمدت على أهل الثقة الذين قادوا اول عملية تزوير انتخابات في العصر الحديث باعتبارهم أكثر المستفيدين من الوضع القائم... ويتهم الكاتب الحزب الوطني بأنه حرم نفسه والأحزاب الأخرى من الوصول للشارع... "لا توجد أحزاب عاشت ونجحت وتسللت إلى الجماهير إلا إذا كانت قد خرجت من وسط هذه الجماهير وحملت همومها وقضاياها.. ولكن للأسف الشديد إن أحزابنا قد خرجت بقرارات علوية ولم تخرج بإرادة شعبية، وبجانب هذا فإن احتكار الحزب الوطنى للواقع السياسى أدى إلى تراجع أدوار الأحزاب الأخرى التى لم تحصل على أى فرصة للوجود والتأثير واستقطاب الجماهير. لقد فشل الحزب الوطنى فى الحصول على أغلبية حقيقية فى الشارع المصرى وفى نفس الوقت حرم الأحزاب الأخرى من الوصول إلى الناس". ويختتم الشاعر فاروق جويدة مقاله: "سوف يبقى لدى المصريين حلم قديم: أن يجدوا فى يوم من الأيام انتخابات حرة ولجانا بلا تزوير وبرلمانا يعبر عن إرادة شعبية واختيارات يكون الشعب شريكا فيها.. هذه الأحلام لن تتحقق فى ظل احتكار الحزب الوطنى للساحة السياسية وإصراره على أن يحصل على الأغلبية بالحق والباطل، وأكبر دليل على ذلك أن يحصل الحزب على جميع الأعضاء فى مجلس الشورى وأن يقدم للمعارضة هدية متواضعة لا تتجاوز أربعة أعضاء.. ورغم هذا لن تسقط أحلامنا فى مستقبل يليق بنا فى أن نشاهد يوما انتخابات حرة وبلا تزوير." ومن أبرز ما جاء أيضا بجريدة الشروق: شركة حكومية تبيع أسمدة قاتلة لمزارعي قنا بدر: لن نغير نتيجة الثانوية استجابة للشكاوى بقعة الزيت على شواطئ الغردقة مجهولة المصدر أنباء عن تسرب بترولي من آبار منطقة الدمشة ولجنة لبدء أعمال التنظيف البرادعي يقود وقفة احتجاجية لأول مرة تضامنا مع شهداء التعذيب