هل أنت من الذين يتبعون حمية غذائية بهدف التخسيس، وتمارس التمارين الرياضية وتحرص أن لا يتعدى استهلاكك للسعرات الحرارية أكثر من 2000 سعر في اليوم، ومع ذلك لا ترى أي تغيير واضح على وزنك؟ إذا كان الرد بالإيجاب فأنت بلا شك تستغرب وتشعر بالإحباط إلى درجة أنك بدأت ترى أن حرمان نفسك من أطباقك المفضلة ما هو إلا تجويع وتعذيب لها، وأن العيب في جيناتك وليس فيك. قبل أن تتخذ أي قرار خاطئ، تمهل وفكر فربما يكون السبب طريقة تعاملك مع السعرات الحرارية وبعض سلوكياتك التي تجعلك تفشل في التخلص من تلك الكيلوجرامات الزائدة والمزعجة. التهام الطعام قد تكون من النوع الذي يلتهم الطعام من باب التعويض العاطفي أو كلما شعرت بالإحباط والاكتئاب. وهذه حالة شائعة تكبر معنا منذ الصغر، لأننا عندما نكون أطفالا ونبكي فأول شيء يقوم به الكبار لتهدئتنا أو إظهار مدى حبهم لنا، هو إطعامنا، وبالتالي يصبح الأكل مرادفا للسعادة والحب حتى في الكبر، نلجأ له عند كل ضائقة أو حاجة عاطفية. عندما تشعر بهذه الرغبة تجتاحك، الحل هو أن تشغل نفسك بأي شيء يلهيك عن التفكير في الأكل، مثلا الخروج من البيت للمشي في الهواء الطلق أو الاتصال بصديق لمحادثته حتى تمر النوبة. المناسبات الخاصة قد تطلق العنان لنفسك في المناسبات الخاصة وتبيح لها ما لا تستبيحه في الأيام العادية على أساس أن يوما واحدا لن يؤثر، وهذا أمر خاطئ لأنك بهذا المفهوم قد تحول أي مناسبة إلى مناسبة خاصة هربا من الحرمان، الأمر الذي يعني أن كل ما قمت به من مجهود يتبخر مع الهواء في يوم واحد. الحل هو أن تتناول كميات قليلة جدا من طعامك المفضل وملء طبقك بالسلطة. تأنيب الضمير عندما تتناول قطعة حلوى أو طعاما دسما، لا داعي لتأنيب الضمير والشعور بالذنب. كل ما عليك القيام به هو أن تلتزم بالريجيم بعد ذلك، على أن تستفيد من الدرس. تعلم كيف تسامح نفسك، إذ لا بأس من تكسير القاعدة بين الفينة والأخرى على أن تعوض الأمر مباشرة ولا تنتظر إلى الغد. المشكلة التي يقع فيها البعض هي أنهم ينجحون في إقناع أنفسهم بأنهم ما داموا قد ضيعوا هذا اليوم فلا بأس أن يتمادوا في الاستمتاع به على أساس أنه يوم عطلة من الريجيم يمكن تعويضه فيما بعد. تقدير السعرات الحرارية أظهرت عدة دراسات في مجال تخفيف الوزن أن العديد من الأشخاص لا يقدرون السعرات الحرارية التي يتناولونها بشكل صحيح، لأنهم ببساطة لا يحسبون منها سوى تلك التي يتناولونها خلال الوجبات الرئيسية، ناسين أو متناسين أن قطعة بسكوت صغيرة أو قطعة شوكولاته وحتى كوب العصير تم تناوله بين الوجبات، يجب إدخاله ضمن السعرات الحرارية اليومية وإحصاؤه. فهذه الوجبات الخفيفة التي تبدو بريئة قد تكون مسؤولة عن فشل نظام الحمية، وربما تفسر لك لماذا لا ترى أي تطور كبير على جسمك. لو أخذنا مثلا العصائر المصنعة فهي تحتوي على حوالي 100 سعر حراري، كما أن فنجانا واحدا من الشاي بالحليب والسكر يحتوي على 45 سعرا حراريا. استعض عن العصائر المصنعة بعصير فواكه تحضره في مطبخك من دون إضافة أي سكر. التمارين الرياضية ممارسة التمارين الرياضية، أمر ضروري لحرق السعرات الحرارية. الفكرة التي يجب وضعها نصب عينيك هي أنك يجب أن تنقص الكمية التي تتناولها من الطعام، وتكثر من الحركة والرياضة، وليس العكس. كما يجب أن لا تبيح لنفسك تناول كل ما لذ وطاب بحجة أنك ستحرقها بممارسة تمارينك اليومية أو الأسبوعية. ونفس الأمر يسري على كمية الطعام التي تتناولها، والتي يجب أن تكون معقولة حتى لو كانت صحية وقليلة الدسم. والحل الأمثل هو تجنب الأكلات الجاهزة تماما حتى وإن كانت قليلة الدهون، وتحضير أكل طازج مع الإكثار من الخضار والفواكه. الريجيم القاسي تجنب الريجيم القاسي، وتذكر أن الجسم يحتاج إلى عناصر متنوعة من الفيتامينات والمعادن حتى يستطيع أن يعمل ومن ثم يبدأ في حرق السعرات الزائدة. لذا، من الضروري اتباع نظام غذاء صحي تتوافر فيه كل العناصر الضرورية بدءا من البروتينيات والكاربوهيدرات إلى الفواكه والخضر، ولا بأس من تناول الفيتامينات والمعادن على شكل كبسولات حتى تضمن حصولك على حاجتك من كل نوع منها.