اهتمت صحيفة الأهرام الصادرة صباح اليوم بتوصل مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي إلى اتفاق هو الأول منذ عشر سنوات، يتناول بصورة خاصة نزع السلاح وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. بعد جولات ماراثونية من المفاوضات والمشاورات الشاقة في مقر البعثة الدبلوماسية المصرية ومبني الأممالمتحدة علي مدي الساعات الثماني والأربعين الماضية?. تترقب الدوائر السياسية والدبلوماسية مصير الوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي خلال ساعات وسط مؤشرات متناقضة بشأن الوصول إلي إجماع دولي حول الوثيقة بعد تداول النسخة النهائية أمس الأول وقد خيم شبح الفشل من جديد علي مؤتمر المراجعة بعد تمسك الجانب الأمريكي حتي صباح أمس بحذف الإشارة إلي إسرائيل وضرورة انضمامها للمعاهدة العالمية من الوثيقة وهو ما قابله الجانب العربي بتأكيد أن ذكر إسرائيل في الوثيقة جاء بناء علي الصيغة المقدمة من رئيس المؤتمر ولو اعترضت الولاياتالمتحدة علي صيغة المؤتمر فستكون هي التي تدفع المؤتمر إلي الفشل. وتشير الوثيقة الختامية إلي ضرورة تلبية إسرائيل لدعوة مؤتمر المعاهدة الذي عقد في عام2000 بالانضمام إلي معاهدة حظر الانتشار النووي ووضع كل منشآتها النووية تحت اتفاق الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ضوء تأكيد المؤتمر من جديد ضرورة تحقيق عالمية المعاهدة بضم الدول غير الأعضاء وهي إسرائيل والهند وباكستان بالإضافة إلي كوريا الشمالية التي انسحبت مؤخرا كما تدعو الوثيقة الدول غير النووية في الشرق الأوسط إلي الانضمام للمعاهدة باعتبارها دولا غير نووية وقد ظلت تلك الفقرة محل خلاف حتي اللحظات الأخيرة في الوقت الذي صرح فيه السفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة بأن الاقتراح المصري لتجاوز الخلاف تمثل في انضمام إسرائيل للمعاهدة كجزء من العملية التي ستبدأ عام2012 بينما تري الدول الغربية الحليفة لإسرائيل عدم تضمين الفقرة في الوثيقة لضمان مشاركة إسرائيل في مؤتمر الشرق الأوسط وقد ألقت الإدارة الأمريكية بثقلها في المفاوضات مع الجانب المصري والمجموعة العربية في الأيام الأخيرة حيث اجتمع جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي مع المندوبين العرب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي للتوصل إلي حل للمشكلات العالقة في الوثيقة الختامية التي تعول إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي صدورها باعتبارها مؤشر نجاح السياسة الأمريكية الحالية الرامية إلي تشجيع الحد من الأسلحة النووية