ماذا يمثل الدين فى مخيلة المواطن الأوروبي، أظن انه لا توجد مساحة يحتلها الدين داخل العقل الأوروبي، وذلك للتجربة شديدة المرارة التي مرت بها أوروبا فى عصور ما قبل النهضة الأوروبية التى كان فيها رجال الدين أوصياء على كل شيء،حتى أنهم أحرقوا جاليليو وكتبه لأنه قال إن الأرض ليست مركز الكون، لذلك الحضارة الغربية منذ نشأتها وهى في خصام شديد مع الدين، حيث لا تؤمن إلا بالعقل. فلماذا كل هذا الخوف من المسلمين ؟! - أنا أقول الخوف من المسلمين وليس العداء للإسلام. فهناك فرق كبير .. كبر البحر، ومسافة بعيدة .. بعد السماء عن الأرض بين الإسلام وبين ما يحدث الآن فى الشارع الإسلامى، وانظر حولك لتعرف. وكما يقول الشيخ الغزالي رحمه الله " عندنا أجود بضاعة وأسوأ تجار". فبمجرد سماح السلطات المحلية بولاية نيويورك ببناء مسجد بالقرب من أنقاض مبنى التجارة العالمي الذي دمر فى أحداث يوم 11 سبتمبر ، اعتبر اليمين الأمريكي أن التصريح ببناء مسجد فى هذا المكان هو عدم احترام لمشاعر الأمريكيين، وصرح مارك وليمز زعيم ما يسمي بحركة "حزب الشاي" المحافظة الأمريكية بأن "المسلمين هم حيوانات الله" وأن "المسجد سيعبد فيه إله الإرهابيين القرد". وكل يوم يمر تتزايد مشاعر الاسلاموفوبيا فى الغرب، ونحن نتحدث داخل غرف مغلقة وبلغة لا يفهمها أحدنا غيرنا عن تسامح الإسلام وعظمته، نتحدث فقط ولا نقدم للعالم الذي أصبح قرية صغيرة لا تعترف بالحدود أي سلوك واقعي عن عظمة هذا الدين. وهلا سألت نفسك كيف دخل الإسلام إلى بنجلادش واندونيسيا أكبر بلدين إسلاميين ؟! فتحت الأخلاق والقيم الإسلامية هذين البلدين على يد التجار المسلمين، أو بلغة العصر رجال الإعمال وما أكثر الأموال الإسلامية التي تخدم الاقتصاد الغربى الآن، والتي تستطيع أن تفعل الكثير والكثير من أجل لا إله إلا الله محمد رسول الله. فاليهود الآن وهم 15 مليون نسمة- نفس تعداد القاهرة تقريبا- يحكمون العالم. تصريحات مارك وليمز ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فقد قال رئيس وزراء فرنسا عند بناء أول مسجد فيها " هذا يوم أسود في تاريخ فرنسا".