محمد إبراهيم طعيمة - عيون ع الفن: عودة أحمد عدوية هل تغري الفنانين الشعبيين بالعودة للساحة الغنائية مرة أخرى؟ فجأة ودون سابق إنذار اختفت من على الساحة الفنية الأغاني الشعبية ذات المغزى والموسيقى الجميلة، واختفت مع تلك الأغاني القلة الباقية من المطربين الشعبيين الذين ذاع صيتهم في هذا المجال أمثال محمد العزبي والفنانة فاطمة عيد صاحبة أشهر الأغاني الشعبية لتحل محلها أغاني الحنطور والعنب والبلح ومطربوها سعد الصغير وعماد بعرور وأمينة. ويبدو أن الجمهور قد مل من نوعية هذه الأغاني وبدأ يبحث عن الأغاني التي اعتاد عليها، والتي كانت تعبر عن وهمومه وأوجاعه. وقد شهد الساحة الفنية مؤخراً عودة الفنان أحمد عدوية لحلبة الغناء مرة أخرى، وكذا استعداد فاطمة عيد للعودة أيضاً، وهو ما يفتح مجالاً للسؤال عن سر الابتعاد وسر العودة، وهل ستعطي عودتهما أملاً في عودة زمن الفن الجميل. أحمد عدوية كان أحمد عدوية قد اختفى عن الساحة الغنائية فترة التسعينيات عقب إصابته بشلل نصفي منعه من الغناء، ثم عاد مؤخرا بعد إلحاح عدد كبير من المقربين منه، وبعد مرات من الرفض وافق وقام بمشاركة المطرب اللبناني رامي عياش أغنية "الناس الرايقة" كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيى، وكانت المفاجأة هي تحقيق الأغنية لنجاح كبير وغير متوقع، حتى أنه تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب، وتصدرت قمة سباقات الأغاني في العديد من المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية لأسابيع طويلة. ويبدو أن النجاح الكبير الذي حققه الدويتو فتح شهية عدوية للعمل، حيث يقوم حالياً بتسجيل أغاني ألبومه الجديد خلال الأيام القليلة القادمة ليكون جاهزاً لطرحه في الأسواق في موسم عيد الفطر المقبل. عودة عدوية المفاجئة حملت معها العديد من المفاجآت حيث يستعد للعودة إلى التمثيل أيضا في مسلسل "الحارة" مع المخرج سامح عبد العزيز والمؤلف احمد عبد الله، وهو المسلسل الذي سيعرض خلال شهر رمضان المقبل. من جهته أكد الفنان أحمد عدوية في تصريحات خاصة أنه لم يكن يتوقع أن تحقق أغنية الناس الرايقة كل هذا النجاح والانتشار، حيث تأكد أن معجبوه مازالوا ينتظرون منه المزيد. وقال عدوية: كل من حولي كانوا يؤكدون لي دوما أن الجمهور في مصر والوطن العربي يريدون مني أن أعود لأقدم لهم الأغنيات التي أدخلت البهجة عليهم، ولكني لم أكن اصدق كلامهم، وكنت أعتقد أنها مجرد مجاملة، وفضلت أن أجلس في منزلي لتظل صورتي محفورة داخل أذهان الجمهور بالأغاني الناجحة التي قدمتها، حيث كنت أخشى أن أعود ولا أحقق أي شيء مثل فنانين كثيرين لم يحصلوا إلا على الانتقادات. وأضاف عدوية: بمجرد نزول الأغنية وتحقيقها كل هذا النجاح، تأكدت تماما من أن الجمهور فعلا ينتظرني وهو ما شجعني على الموافقة على العودة للتمثيل في أحد المسلسلات، وكذا عقد جلسات عمل مع بعض الشعراء والملحنين والموزعين للاتفاق على الألبوم الجديد الذي أنوي طرحه خلال الفترة المقبلة. فاطمة عيد وفي الوقت الذي اختفى فيه عدوية بسبب مرضه اختفت الفنانة فاطمة عيد، إذ توقفت فجأة عن إصدار الأغنيات والألبومات والمشاركة في الحفلات، وركزت مجهودها كله للدعاية والترويج لابنتها شيماء الشايب التي برعت في أداء أغنيات أم كلثوم لتصدر ألبومين غنائيين وتختفي بعدهما وتختفي معها والدتها فاطمة عيد نهائياً. وكانت المفاجأة في رمضان الماضي حينما بدأت فاطمة عيد في الظهور مرة أخرى من خلال عدد من البرامج التليفزيونية والتي أكدت من خلالها أنها تستعد للعودة إلى الساحة الغنائية مرة أخرى. وفي اتصال هاتفي بفاطمة عيد أكدت أنها تنوي العودة مجدداً للساحة الفنية من خلال ألبوم جديد، تنوي طرحه خلال الفترة المقبلة وسيحتوي على ألوان جديدة من الأغاني التي برعت في تقديمها ونالت عنها شهرة عريضة. وقالت عيد: سجلت مؤخراً مجموعة مواويل من ألحان مجموعة من أشهر الملحنين مثل الأستاذ فاروق سلامة وزوجي الأستاذ شفيق الشايب، ومن تأليف أيضاً مجموعة من المؤلفين الكبار أمثال عباس الخاوزجي ورمضان العجمي وسيد قشقوش ونخبة من المؤلفين. محمد العزبي الوضع بالنسبة للفنان محمد العزبي كان مختلفاً تماماً، إذ هو متأرجح بين الوجود والغياب، فبين الحين والآخر يظهر العزبي ليؤدي أغنية أو يشارك في حفلة أو تكريم ثم يعاود الاختفاء مرة أخرى، وهو ما يجعل المتخصصين تائهين في أمره. فعقب غيابه للمرة الأولى عاد العزبي في 2006 وقدم أغنية "اصحي فتح عينيك" كدعاية لفيلم "فتح عينيك" والذي قام ببطولته آنذاك مصطفى شعبان ونيللي كريم وخالد زكي وأخرجه عثمان أبو لبن، إذ حققت الأغنية نجاحا كبيرا وجعلت النقاد والمتخصصين يسألون عن سر غياب محمد العزبي. وبعد الفيلم بدأ العزبي في الظهور والاشتراك في حفلات الزفاف الجماعي التي تنظمها النوادي الكبيرة بالمحافظات المختلفة، ليفاجأ جمهوره بعدها بتقديمه دويتو مع الفنان الكبير وديع الصافي ضمن اوبريت "الحلم العربي 2" ليختفي العزبي من بعدها تماما. والمعروف أن الفنان محمد العزبي ذاع صيته عقب اشتراكه في فيلم "غرام في الكرنك" عندما شاركته فرقة رضا للفنون الشعبية التي عمل معها لفترة أداء أغنية "الأقصر بلدنا بلد سواح" و"حتشبسوت" ليقدم بعدها العزبي أشهر موال في تاريخ الفن الشعبي وهو موال "بهية" والذي اشتهر به. وقد أكد الفنان محمد العزبي في تصريحات خاصة انه ليس مختفياً ولكنها أحوال السوق الغنائية التي أصبحت في حاجة إلى نوعية معينة من الأغاني لا يستطيع أن يقدمها هو بسبب تاريخه وسنه. وأرجع العزبي سبب ابتعاد عدد من نجوم الغناء الشعبي إلى شركات الإنتاج التي ابتعدت عنهم نتيجة لظهور جيل جديد من المطربين يقدم لوناً مختلفاً ويقدم حفلات وأفراحاً تدر دخلاً على هذه الشركات من خلال النسبة التي يحصلون عليها. وللنقاد والمتخصصين رأي من جهته أكد الموسيقار حلمي بكر أن أي عودة لفنان قديم قدم ولو أغنية واحدة حملت كلمة جميلة ولحناً مميزاً هو انتصار كبير للموسيقى وللفن العربي، خاصة مع حالة التردي الفني التي نعيشها والتي أثرت على الأجيال الصغيرة وربما الكبيرة أيضاً. وقال بكر إن شركات الإنتاج أصبحت لا تهتم بأصحاب الأصوات الجميلة ولا المواهب وأصبح تركيزها ينصب على من يستطيع أن يدخل عائداً وربحاً للشركة من خلال النسبة التي يحصلون عليها من الاشتراك في الحفلات والأفراح وأعياد الميلاد وربما الطهور أيضاً، وهي أشياء لم يعتد عليها الفنانون الكبار وبالتالي يفاجأون بها عند توقيعهم للعقد فيرفضون وهكذا. وطالب بكر شركات الإنتاج بالعمل مع هذه القيم الغنائية مثل وردة وميادة وفاطمة عيد ومحمد العزبي وغيرهم كقيمة فنية بغض النظر عن الربح والمكسب الذي سيأتي من ورائهم، والاكتفاء بما يحققه باقي المطربين من مكسب حتى تكتمل المعادلة.