يقول الله تبارك وتعالى في سورة الرعد، الآية 42: (وقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ المَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وسَيَعْلَمُ الكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) صدق الله العظيم. 1- من باب المشاكلة ينسب الله تعالى إلى نفسه "المكر"، ويوضح سبحانه هذا، أن مكر الكافرين والمشركين والمفسدين والظالمين قديم جدا، وأن تاريخ البشر من آدم عليه السلام وإلى أن تقوم الساعة يقوم على سنة التدافع (ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ) (ولَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ ولَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ) (الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ والْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً). 2- يظن الماكرون أنهم بمأمن من مكر الله، ولا يدركون أن المكر جميعه له سبحانه، فهم يخادعون الله وهو خادعهم، وهم كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، وكلما منعوا المال عن المؤمنين فلله خزائن السموات والأرض، وهكذا يمكر الله بهم ويذرهم في طغيانهم يعمهون. 3- عِلم الله القديم ثابت، ولكن في الدنيا وبسبب المكر السيئ الذي لا يحيق إلا بأهله تظهر حقيقة كل نفس، ويتضح للناس ما تكسبه كل نفس، وهى لا تكسب إلا عليها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. 4- في النهاية سيعلم الكفار لمن عقبى الدار، ومن ينتصر بنصر الله وتأييده، وهذه حقائق ثابتة في التاريخ، فأين الطغاة المعاصرون الآن؟ أين "القذافي"؟ وأين "زين العابدين بن علي"؟ وأين "مبارك وأولاده"؟ حتى لو ظن البعض أنهم نجوا، فلا نجاة أبدا؛ لأن حكم الشعب عليهم وقضاء الله فيهم أشد وقعا على نفوسهم وهم في قفص الاتهام، وأين بشار الذي قد تكون نهايته اقتربت، وسيلحق بهم كل من وقف ضد إرادة الشعوب وظن أنه بماله وسلطانه يستطيع التآمر على أمم عريقة وشعوب عظيمة ليوقف مسار التغيير، وسيخيب ظنهم وسيحيق بهم مكرهم السيئ ولن يفلتوا من سنن الله أبدا. والله أعلم