تحوّلت لغة الخطاب الإعلامي في الضفة الغربية، اعتبارًا من اليوم الخميس 13 ديسمبر، من “الاحتلال يقتل” و”الاحتلال يعتقل” إلى “الاحتلال يلملم أشلاء جنوده”، و”الاحتلال يبحث التنسيق الأمني”، فعقب عمليات المقاومة التي أسقطت 3 من جنود الصهاينة ومثلهم من المصابين في عمليات إطلاق نار ودهس، مرر نتنياهو رسالة إلى محمود عباس، القائد العام لداخلية السلطة في الضفة، عبر منسق الأنشطة الحكومية من خلال مقربين من عباس، يطالبه بالعمل الأمني اللازم لمنع التصعيد في الضفة. وعلنًا قالت القناة 14 الإسرائيلية، في عواجلها، إن نتنياهو بعث برسالة إلى الرئيس عباس، مفادها أنه يجب على الأجهزة الأمنية الفلسطينية اتخاذ إجراءات لمنع المزيد من التصعيد في الضفة الغربية؛ لأن “الوضع الحالي غير مقبول ولن نسمح باستمراره”. خطوات تصعيدية كاد نتنياهو أن يؤمن أن شهداء المقاومة الذين تقتلهم “إسرائيل” يوميًّا بدم بارد سيمر على الصهاينة مرور الكرام، ففوجئ رئيس وزراء الاحتلال بأن تصعيده يأتي بتصعيد مماثل، فأوعز بنيامين نتنياهو إلى حكومته، اليوم، باتخاذ حزمة إجراءات ردًّا على تصعيد التوتر في الضفة الغربية بعد مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجراح خطيرة اليوم. وأصدر نحو 10 قرارات، قال إنها انبثقت عن اجتماع أمني ترأسه نتنياهو بنفسه؛ لتقييم الموقف في الضفة، فحاصر جيش الاحتلال رام الله والبيرة، وسط مخاوف من تصعيد كبير بالضفة الغربية، مع توجيهات رئيس الحكومة الصهيونية بتسريع هدم منازل “الإرهابيين الفلسطينيين”، حيث ستبدأ أعمال الهدم في غضون 48 ساعة، ومواصلة الجهود الرامية ل”إلقاء القبض على القتلة واعتقال الخلايا الإرهابية التي ينتمون إليها”. كما قرر توسيع رقعة الاعتقالات الإدارية بحق عناصر “حماس” في يهودا والسامرة، وتعزيز القوات العسكرية الإسرائيلية المشاركة في العمليات بيهودا والسامرة، وتشديد الحراسة على الطرق في يهودا والسامرة ونصب الحواجز فيها، وتطويق مدينة البيرة وسحب تصاريح العمل من أهالي “الإرهابيين” ومعاونيهم. علاوة على ذلك، قرر نتنياهو “تسوية أوضاع” آلاف المنازل في يهودا والسامرة، والتي بنيت “بصدق النية ومكانتها القانونية لم ترتب بعد، وبعضها منذ عقود”. إلى ذلك، أوعز نتنياهو إلى المستشار القانوني للحكومة باتخاذ الخطوات التي من شأنها الترخيص ببناء 82 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة عوفرا. موضحا أن “تسوية الحقوق” على المنازل ستتيح لآلاف المستوطنين الحصول على بنى تحتية عبارة عن مبان عامة ومدارس ومعابد ولم تكن إقامتها ممكنة على مدار عقود. ونص البيان على أن رئيس الوزراء يعمل أيضا على إقامة منطقتين صناعيتين جديدتين قرب مستوطنتي أفني حيفيتس وبيتار عيليت. ونقل البيان عن نتنياهو قوله، مهددا الفلسطينيين: “يعتقدون أنهم سيقتلعوننا من أرضنا. لكنهم لن ينجحوا في ذلك”. ارتفاع الهجمات من جانبه، كشف جهاز المخابرات الإسرائيلية “شاباك”، النقاب عن أن ارتفاعًا طرأ على عدد الهجمات الفلسطينية خلال الأشهر الأربعة الماضية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد جهاز المخابرات “الإسرائيلي”، اليوم الخميس، في تصريحات صحفية، أن الهجمات الفلسطينية تزداد من شهر إلى آخر، مضيفا أنه منذ شهر أغسطس الماضي وقع 64 هجوما، منها حوادث إلقاء حجارة خطيرة نفذت في ذلك الشهر، قبل أن ترتفع في شهر سبتمبر إلى 70 هجوما. ولفت إلى أنه في أكتوبر، قفز عدد الهجمات إلى 95، إحداها عملية إطلاق النار في مستوطنة “بركان” الصناعية التي قتل فيها مستوطنان اثنان. وبين أنه في شهر نوفمبر الماضي، ارتفع عدد الهجمات إلى 114 هجوما، منها 89 حادثة زجاجات حارقة، و12 هجوما بقنابل أنبوبية، و3 بإطلاق نار، و5 “متعمدة” بطرق مختلفة، و4 عمليات طعن، وهجوم مسلح واحد. فزع المستوطنين وبعد استنفار من المستوطنين الصهاينة بالاعتداءات على الفلسطينيين وسياراتهم، نقلت وسائل إعلام عبرية مشاهد المئات من المستوطنين يتظاهرون الآن أمام منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ضد سياسة الحكومة والوضع الأمني المتوتر في الضفة الغربية. وكشفت صحيفة يديعوت العبرية أن الجيش عزز قواته في الضفة الغربية بوحدات “غفعاتي”، وينقل عمليات لواء “كفير” من القيادة الجنوبية إلى الضفة. موضحة أن آخر مرة نُقل فيها لواء “كفير” للضفة كان ضمن عملية البحث عن المستوطنين الثلاثة الذين أسرتهم المقاومة في بداية صيف عام 2014. وفزع المستوطنون فأغلق العشرات منهم طريق معبر كرم أبو سالم الواصل لقطاع غزة وأشعلوا الإطارات؛ احتجاجا على عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية، كما انتشر المستوطنون وقوات الاحتلال على مفترق بيت عينون شرق الخليل قبل قليل. وأطلقت مكبرات المساجد الدعوات للمشاركة في التصدي لاعتداءات المستوطنين على بلدة وحوارة بورين جنوب نابلس. واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة جيت قضاء قلقيلية، بعد اعتداء المستوطنين على الأهالي. وسجلت العدسات الفلسطينية لحظات الاعتداء من قطعان المستوطنين على مركبات المواطنين في طريق رام الله إلى جنين وغيرها. وقدرت “الهلال الأحمر الفلسطيني” 69 إصابة خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال، جراء اعتداءات المستوطنين في أنحاء مختلفة من الضفة الغربيةالمحتلة اليوم. أرقام موثقة ووثقت صحيفة “هآرتس” العبرية مقتل 6 جنود ومستوطنين وجرح 18، في 14 هجومًا نفذت خلال الأشهر الماضية. وحول الخريطة الجغرافية للهجمات، قالت الصحيفة: إن الهجمات امتدت من معبر الجلمة شمالا وحتى مدينة الخليل جنوبا. وقتل اليوم جنديان إسرائيليان وجرح جندي ثالث ومستوطنة بجراح خطيرة في عملية إطلاق نار نفذها مقاومون فلسطينيون قرب مستوطنة “جفعات آساف” شرقي البيرة (شمال القدسالمحتلة). وسبق ذلك بأيام جرح سبعة مستوطنين في عملية إطلاق نار استهدفت مجموعة من المستوطنين قرب مستوطنة “عوفرا” شمالي رام الله.