حقيقة أشعر بالخجل لأجل كثيرين من زملائي أساتذة العلوم السياسية وكذلك طلابي من الباحثين والدكاترة في السياسة والقانون .... الذين يظهرون في الفضائيات أو يكتبون في الصحف أو بعض المواقع أو يظهرون في المؤتمرات ... هذه الأيام ... لا يتعلق الأمر علي الإطلاق باختلاف الآراء والاجتهادات السياسية التي يجب احترامها واحترام أصحابها مهما اختلفنا أو تناقضنا معها ، ولكننا نتكلم عن ظاهرة أزعم أنها جديدة وكارثية علميا وأخلاقيا لصيقة بهذا الفريق من أساتذة وباحثي العلوم السياسية فهم: وقد نبهني بعض الزملاء أن للظاهرة أسبابا أخري منها غيبة الضمير والقيم الأخلاقية عن الكثيرين مما يجعلهم يتعامون عن الحقائق الواضحة، ويستخدمون بعض معارفهم السياسية البائسة والمزيفة في خداع الناس وتبرير الجرائم. أيا كانت الأسباب والمبررات فإننا أمام ظاهرة تستحق الخجل ... ولكن حمرة الخجل لا تعرف لهم طريق ... قرأت لأحد الزملاء من الأساتذة الفضلاء الدكتور عبد السلام نوير اقتراحا طريفا لكنه يبدو إلى الحقيقة أقرب وهو أن العلوم السياسية أضحت " العلوم السيسية " و بالتالي وجب أن نغير اسم كليتنا العتيدة إلى " كلية الاقتصاد والعلوم السيسية " وتغيير " اللقب العلمي " إلى أستاذ العلوم السيسية "!!! بالطبع الأمر أيسر بالنسبة لتلك المراكز الصحفية العجيبة في ناسها ومستوي خبرائها السيسيين !!! زمن الجنرال السيسي الذي لا يحتاج أن يأمر ولكن فقط يغمز بطرف عينيه !!!! والبقية معروفة ومخجلة كتبتها أستاذة جامعية ابنة أستاذ ووزير سابق في عهد الثورة الأولي كما نقل لنا. تذكرت محاضرة لاستأذنا العلامة حامد ربيع وهو يحدد لنا قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود مفهوم علم السياسة ويعرفه في الخبرة العربية أنه جاء من الفعل " ساس ... يسوس .. سائس ... وان السياسة بداية جاءت من سياسة الخيل ثم انتقلت لسياسة البشر ... وان بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم كما جاء في الحديث الشريف ..." فهل رجعنا لمرحلة ما قبل انتقال مفهوم الرعاية والتدبير للبشر حينما كانت السياسة مرتبطة بسياسة الخيل !!! أيها الأساتذة والباحثين السيسيون قيل قديما عندما تختفي حمرة الخجل ... إذا لم تستح فافعل ما شئت ... حفظ الله عقول وضمائر أبناء مصر.