فتحت لجنة الإسكان والمجتمعات العمرانية بمجلس الشورى، اليوم الثلاثاء، ملف العشوائيات في مصر وبرنامج تطويرها؛ حيث استعرضت اللجنة من خلال عرض ممثلي وزارة التنمية المحلية المناطق التي تم البدء فيها بالتطوير، وإزالة العشش والبنايات المهددة بالانهيار في عدد من المحافظات، والانتهاء من بعض المناطق بتسليم الوحدات السكانية الجديدة، فضلاً عن المناطق العشوائية المستهدفة، والمخطط لها بالبدء فورًا بالإزالة، وإعادة رسمها والنهوض بها مرة أخرى. وأكد خالد جبرتي ممثل الحكومة وصندوق تطوير العشوائيات ضرورة تدخل القوات المسلحة في إزالة المناطق الخطرة بالتعاون مع شركة المقاولون العرب، وخاصة في العشوائيات المتواجدة تحت سفح المقطم مثل مناطق الدويقة ومنشأة ناصر، موضحا أنه تم التعاقد من خلال تطوير صندوق العشوائيات مع القاطنين في هذه العشوائيات بعد إقناعهم، في الوقت الذي أكد فيه أن الحكومة تعيش تحد كبير في ظل مجتمع منتج للعشوائيات نظرًا للعيش فقط على 6% من الأرض المصرية. وأوضح أن هناك استهداف أيضا لتطوير الأسواق العشوائية في مصر، خاصة وأنها أصبحت خطرًا على الصورة الجمالية لكل محافظات وميادين مصر، مشيرًا إلى أن هناك 1099 سوقا في مصر تضم ما يزيد عن 300 ألف وحدة سوقية، مؤكدا أنه سيتم تطوير هذه الأسواق في الخطة الخمسية الحالية، عن طريق إعادة تخطيطها وإنشاء غدارات منظمة لها وعمل أماكن لجراجات السيارات لتفادي الاختناق المروري في هذه الأسواق. من جانبه، أكد محمد السمان مستشار وزير التنمية المحلية، أنه يراعي حين تطوير أي منطقة عشوائية أن يتسلم المواطن صاحب هذه العشوائية وحدة سكنية تليق به في نفس المكان الذي يعيش أو بالقرب منه حتى لا يكون هناك ضرر على مصالحه وحياته التي تكيف معها في المكان الذي نشأ فيه، لافتا إلى أن القاهرة تعتبر من أخطر المحافظات التي تحتوي على عشوائيات غير آمنة في مصر، في الوقت الذي طالب فيه أهالي العشوائيات في القاهرة بأن يثقوا في صندوق تطوير العشوائيات للنهوض بالمناطق التي يعيشون بها . وأوضح السمان أن هناك مشكلة كبيرة في محافظة القاهرة هي تلاحق الأحداث التي تمر بها العاصمة من إضرابات واعتصامات ومظاهرات، وهو ما يؤثر على عمل الصندوق في تطوير المناطق العشوائية، في الوقت الذي يزيد فيه عدد المناطق الموبوءة والعشوائية غير الآمنة في القاهرة عن 45% من أحياء المحافظة. فضلاً عن أن اهتمام وسائل الإعلام بهذه الأحداث يغض الطرف عن الإنجازات التي تمت في باقي المحافظات الأخرى. وأكد وضع خطط لتطوير جميع المناطق في جميع المحافظات بحسب خصوصية كل محافظة، موضحا أنه تم وضع خطة خمسية تنتهي عام 2017 وتستهدف هذه الخطة القضاء على 79% من العشوائيات في مصر، موضحا تصنيف المناطق في العشوائيات إلى أربعة درجات أولها ما يهدد حياة الإنسان تحت انزلاق الكتل الحجرية وفى مخرات السيول فى سينا وأسوان ومحافظات البحر الأحمر والمناطق الملاصقة للسكة الحديد فى الجيزة وكفر الشيخ، وثانيها ما يتم بناؤه بمخلفات البناء وهي مساكن غير آدمية وغير ملائمة أو آمنة. والثالثة المناطق التي تفتقد البنية التحتية مثل الصرف الصحي والكهرباء، ورابعها هى مبانى مقبولة إنسانيا لكن الحيازات أملاك دولة أو هيئات أو سكة حديد، موضحًا أن عدد المناطق غير الآمنة 420 مساحتها 5 آلاف فدان بها حوالي مليون نسمة . وشدد السمان على ضرورة تطوير العشوائيات في محافظات الصعيد؛ حيث إن العشوائيات الموجودة في الوجه القبلي وحالة التهميش التي يعيشها المواطن في هذه المحافظات تتسبب في طرد المواطنين من هذه المحافظات والنزوح إلى القاهرة، ما أدى إلى الوصول بالعاصمة إلى هذه الحالة من العشوائية أيضًا بسبب الهجرة الداخلية المستمرة إليها واللجوء إلى بناء أماكن عشوائية تزيد من عبء المحافظة.