أدانت قوى سياسية وحزبية أحداث العنف والتخريب التى وقعت أمام قصر الاتحادية، وحمّلوا جبهة "الإنقاذ" ورموزها المسئولية الكاملة عن هذه الأحداث، من خلال توفيرهم الغطاء السياسى لمرتكبيها، فى إطار سعيهم لإرباك المشهد السياسى، والتملص من تعهدات "وثيقة الأزهر لنبذ العنف" التى وقعوا عيها. فمن جهته، دعا د. أحمد عارف- المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان- جميع القوى، من باب المسئولية الوطنية المشتركة، أن يفصلوا تماما وبكل موقف حازم -ليس فقط بالأقوال وإنما بالتحرك العملى على أرض الواقع- بين أعمال الثورة السلمية وحق التعبير الذى كفلته الثورة للجميع، لنا ولأجيال المستقبل. وقال عارف -فى تصريحات خاصة ل"الحرية والعدالة"-: إن القوى الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين تتحسس مواقفها بغاية الحكمة والتعقل، وإنها لم تنجر إلى هذا المستنقع، وتسير مع خطاب التهدئة، وإنها تستشعر واجب المرحلة، إضافة إلى أن المنظومة الأمنية الآن بدأت تتعافى وتتعامل كجهاز مدنى بشكل مختلف تماما عن أدائها منذ شهور. ورفض عارف جميع أعمال العنف شكلا ومضمونا، مشيرا إلى أن قوى المعارضة تتحمل المسئولية السياسية كاملة، عن توفير البيئة السياسية الصدامية التى ينضج فيها مثل هذا العنف، وتستمر رغما عن كل هذه المظاهر فى تشويه كل مظاهر الثورة. وأضاف أن تلك القوى لا ينبغى أن تطرح الأمور والمعالجة السياسية على أسوار القصر الرئاسى؛ لأن هذا ابتزاز وطرح فى غاية السوء، وإنما تطرح الأمور السياسية داخل القصر الرئاسى، فهكذا شأن من يتحمل المسئولية الذى ينبغى أن يكون هذا موقفه فى التصرف إذا أراد أن يحوز على ثقة الشعب. وأوضح أن ما يحدث فى الشارع المصرى الآن هو رفض للسلوك غير المنضبط، وغير المسئول من قوى المعارضة، ومن ثم لا بد أن يكون هناك تعامل أمنى بشكل محترف وفقا للقانون مع كافة مظاهر العنف، وهذا ما سيؤدى إلى ضبط الشارع. وعن تصريحات بعض رموز المعارضة، التى حمل بعضها تحريضا واضحا على العنف، قال عارف: ما هى إلا من باب المكايدة السياسية واستخدام للعنف بشكل واضح ودون مواربة كعنصر ضابط للحصول على مكاسب سياسية غير أخلاقية، مشيرا إلى أنها خطابات خارج سياق الزمن ولا ينبغى التعليق عليها. وأضاف أنه إذا استمرت المعارضة بهذا الأسلوب فإنه سيؤدى إلى عزلها من الشارع، وربما يؤدى إلى قطيعة سياسية، مشيرا إلى أن مثل هذه المواقف تحتاج إلى رشادة سياسية، وعودة للحق والصواب إذا كانت هناك نوايا طيبة. فيما أبدى د. مراد على –المستشار الإعلامى لحزب الحرية والعدالة– اندهاشه من عدم سيطرة جبهة الإنقاذ على المظاهرات التى تدعو إليها، قائلا: "كيف تستطيع الجبهة أن تقود دولة وهى تفشل فى السيطرة على مظاهرات تدعو إليها"، مشيرا إلى مليونيات التيار الإسلامى التى لم يحدث بها حالة تحرش واحدة أو اعتداء على أى أحد. وانتقد على– خلال مداخله هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم" على فضائية الحياة– ما حدث من أعمال عنف أمام قصر الاتحادية، مؤكدا أن ما يحدث عبارة عن بلطجة وإرهاب وتخريب. وأكد أن جبهة الإنقاذ ترفض الحوار مع الرئاسة رغم الدعوة لهم أكثر من مرة، مضيفا أن الجبهة انكشفت أمام الشارع، والمواطن، نتيجة أعمال العنف والتخريب التى تحدث. ومن ناحيته، قال الدكتور أيمن نور -رئيس حزب غد الثورة- إن المشهد أمام قصر الاتحادية «مأساوى»، وإنه لا يمت للسلمية بصلة، مؤكدا أن مصر لا تحتمل مثل هذه الأحداث، وأن الأحداث ليس لها علاقة بالثورة السلمية التى انطلقت فى 25 يناير 2011. وأضاف «نور»، فى مداخلة هاتفية على «الفضائية المصرية» أن ما يسمى «العنف الإعلامى» هو الذى يحقن المجتمع بالتوتر ضد الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية. من جهتها، أدانت الجماعة الإسلامية أعمال العنف بمحيط قصر الاتحادية، وإلقاء قنابل مولوتوف على القصر الرئاسى، وإحراق مسجد عمر بن عبد العزيز، وعدّها عصام دربالة -مسئول مجلس شورى الجماعة- أنها أعمال لا تمت للدين أو الأخلاق أو الثورة أو التظاهر السلمى بصلة، والتى تتجرأ على بيوت الله سبحانه وتعالى. وقالت الجماعة إن تلك الأحداث رغم بشاعتها تدل على يأس القائمين بها من إمكان تحقيق أهدافهم بالطرق السلمية، ولإحساسهم بأنهم صاروا معزولين من الشعب المصرى. ومن جانبه، انتقد طارق الملط –عضو المكتب السياسى لحزب الوسط – ما حدث من عنف وتخريب أمام قصر الاتحادية وما حدث من أعمال عنف فى 25 و26يناير، ووصفه بأنه بقعة سوداء فى ثوب الثورة المصرية. وأضاف الملط –خلال مداخلة هاتفية بفضائية مصر 25– أن الأحداث المؤسفة جاءت نتيجة ما حدث من إعطاء العنف غطاء سياسيا من جانب بعض القوى السياسية. فيما قال حاتم عزام -نائب رئيس حزب الحضارة– إن ما حدث أمام قصر الاتحادية يؤكد أن هناك من لا يزال يراهن على سقوط شرعية الرئيس، بخلاف أن هناك من لا يعترف بشرعية المرحلة الحالية. وأضاف عزام –خلال مداخلة هاتفية بفضائية مصر 25– أن هناك رئيسا منتخبا وشرعيا للبلاد، منتقدا ما يحدث من عنف وتخريب، مطالبا الجميع بالتفرقة بين التظاهر السلمى الذى يدعمه الجميع وبين التخريب والعنف. أما المستشار وليد شرابى –المتحدث الرسمى لحركة قضاة من أجل مصر– فقد انتقد ما يحدث من عنف فى الشارع المصرى، مشيرا إلى ما يحدث من عمليات تحرش وسرقة وحرق ونهب بعيدا تماما عن السياسة. وأضاف شرابى –خلال حواره ببرنامج "حب الوطن" على فضائية مصر 25– أن ما يحدث الآن من عنف وفوضى هو الشىء نفسه الذى حذر منه الرئيس المخلوع مبارك قبل تركه للحكم، مؤكدا أن ما يحدث الآن متعمد لإدخال البلاد فى الفوضى.