*«الجماعة» تحمل الجبهة مسئولية «بلطجة الاتحادية» حمّلت جماعة «الإخوان المسلمون» قوى المعارضة المدنية، وعلى رأسها جبهة الإنقاذ، مسئولية ما وصفته ب «البلطجة» التى شهدها محيط قصر الاتحادية مساء أمس الأول. وقال الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة: إن ما يحدث أمام قصر الاتحادية جريمة مكتملة الأركان، والمتواجدين فى محيط القصر ليسوا ثوارًا، مضيفًا «أركان الجريمة هى الركن المعنوى، المتمثل فى القصد الجنائى المعلن، والركن المادى وما اشتمل عليه من إلقاء المولوتوف، وهذه حالة تلبس لا تحتمل الشك. ووصف المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، بأنهم مجرمون وليسوا ثوارًا أو شباباً غاضبًا، وليسوا أصحاب مطالب فئوية، و«حان الوقت لمطاردتهم وجلبهم إلى العدالة». وأضاف إن على كل مصرى حريص على الوطن، وكل سياسى يعمل للمستقبل، وكل حزب يريد المساهمة فى بناء نظام ديمقراطى أن يدين بكل شدة مرتكبى تلك الجرائم، وأن يساعد على ضبط المجرمين. كما طالب الدكتور أحمد عارف المتحدث الإعلامى باسم الجماعة جميع القوى السياسية بالتبرؤ من أعمال العنف بكل أشكاله وصوره. وحذر من أن عدم الانسحاب من أمام قصر الاتحادية، سيؤدى إلى إراقة الدماء، قائلًا: «إن أعمال العنف ومحاولات إحراق القصر الرئاسى بالمولوتوف لا يمكن السكوت عليها، وعلى القوى المدنية، ألا تكتفى بالإدانة اللفظية». واعتبر المتحدث الإعلامى صمت القوى المدنية، وعدم إدانة ما يحدث، «تواطؤًا غير شريف»، ومنح غطاء سياسيا لجريمة منكرة، ونفى وجود نية لنزول شباب الجماعة إلى الاتحادية، أو ميدان التحرير، لأن «البلد فيها قانون» وحفظ الأمن مسئولية جهاز الشرطة. من جهته، حمّل الدكتور مراد على القيادى بحزب الحرية والعدالة، جبهة الإنقاذ الوطنى المسئولية عن أعمال العنف التى شهدها محيط قصر الاتحادية، باعتبارها الجهة التى دعت للتظاهر أمام القصر، مؤكدًا بدوره أن شباب الإخوان لن ينزلوا إلى قصر الاتحادية، مهما تطورت الأحداث، مشددا على ثقة الإخوان فى الجيش والشرطة وقدرتهم على حماية منشآت الدولة العامة والخاصة ضد أى اعتداء عليها. * حمادة صابر ليس الوحيد: الأمن يجرد متظاهرين من ملابسهم.. وقصر الرئيس «معتقل تعذيب» تعمدت قوات الأمن مساء أمس الأول، إهانة كرامة المتظاهرين، فى محيط قصر الاتحادية، وبثت قنوات فضائية مواد فيلمية، لعدد من جنود الأمن المركزى، وهم يوسعون أحد المتظاهرين ضربًا وحشيّا، بعد تجريده من ملابسه، وطرحه أرضًا، كما ولدته أمه. وأفاد مندوب «الصباح» أمام قصر الاتحادية، بأن الحالة التى نقلتها قناة «الحياة الفضائية» لم تكن الحالة الوحيدة، مؤكدًا أنه شاهد بعينيه، أربعة متظاهرين يتعرضون لنفس المصير، واصفًا المشهد بأنه ممنهج وفيه تعمد مقصود لتعذيب المتظاهرين نفسيّا وبدنيّا. وأشعلت قوات الأمن النيران فى خيام المعتصمين، وطاردتهم فى عمليات كر وفر استمرت لأكثر من خمس ساعات، وتولت سيارات الإسعاف التى بلغ عددها20 سيارة، نقل عشرات المصابين بالاختناق، وأكد متظاهرون أن الغاز الذى تلقيه قوات الأمن من نوع جديد وأشد فتكا من الذى كانت تلقيه فيما سبق من أحداث. وبدأت الاشتباكات بعد صلاة المغرب مباشرة، وفى أعقاب البيان الرئاسى مباشرة، واندلعت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، بعد أن ألقى متظاهرون الحجارة وزجاجات المولوتوف على قصر الرئاسة، من أمام بوابة 4 المطلة على شارع الميرغنى، بمصر الجديدة، وواجهت قوات الحرس الجمهورى عنف المتظاهرين، بخراطيم المياه وتكثيف إطلاق قنابل الغاز، ومنعت عددًا منهم من تسلق جدران القصر الرئاسى. وأطلقت قوات الحرس الجمهورى طلقات صوتية فى الهواء، لتفريق المحتجين الذين ردوا بإلقاء زجاجات حارقة على القصر، وناشد قائد الحرس الجمهورى المتظاهرين الالتزام بسلمية المظاهرات، مستنكرا «محاولات البعض تسلق سور القصر الرئاسى أو قذفه بكرات النار». وألقى متظاهرون قنابل المولوتوف الحارقة، على قصر الاتحادية، بعد أنباء، لم يتم التأكد من صحتها، عن اعتقال 40 متظاهرًا منهم، واصطحابهم إلى داخل قصر الاتحادية، الذى تحول حسب وصفهم إلى معتقل يمارس فيه الأمن التعذيب لمصلحة النظام الحاكم. وقال شهود عيان: إن قوات الأمن اعتقلت متظاهرين، وأخذتهم بالقوة إلى داخل مدرعات الأمن المركزى، ثم ألقت بهم خارجها، بعد أن عذبتهم تعذيبًا شديدًا. وامتدت الاشتباكات إلى شارع الميرغنى وتقاطعه مع شارع الأهرام، كما هتف المتظاهرون «الشعب يريد إسقاط النظام» وقاموا بإلقاء الحجارة على قوات الأمن، وإشعال النيران فى الأشجار الموجودة هناك لإزالة آثار الغاز المسيل للدموع. وانسحبت حركة 6 أبريل من محيط الاتحادية، مع عدد من القوى الثورية، احتجاجًا على خروج المظاهرات عن مسار السلمية، لكن الحركة رفضت اتهام المتظاهرين بالعنف، وأكدت أن مجموعات من البلطجية، توافدوا على الاتحادية، وبدأوا يستخدمون العنف، ما تسبب فى تفجير الموقف، كما وصفت تصرفات الأمن بأنه «إفراط غير مبرر» فى استخدام القوة. * البرادعى «يُنذر» مرسى فى تويتة: اسمع صوت المعارضة حذر الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، وأمين عام جبهة الإنقاذ، حكومة الإخوان المسلمين، من أن العنف سيستمر والفوضى ستنتشر، إذا لم يستمع الرئيس محمد مرسى، إلى صوت المعارضة، ويلبى مطالب الناس، بتشكيل حكومة جديدة، وصياغة دستور ديمقراطى، والحفاظ على استقلالية القضاء. وقال البرادعى على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» فى «تويتة» بدأت بكلمة، إنذار: سيستمر العنف والفوضى حتى يستمع مرسى وشركاؤه. وأكد مجددًا ضرورة الالتزام بسلمية الثورة، قائلًا: «أسقطنا نظام مبارك بثورة سلمية، ومصرون على تحقيق أهدافها بنفس الأسلوب، مهما كانت التضحيات، أو أساليب القمع الهمجى، وقوتنا فى وحدتنا وعددنا وسلمية ثورتنا. ونفت جبهة الإنقاذ الوطنى أى صلة لها بأعمال الشغب، والعنف التى اندلعت أمام قصر الاتحادية، بمصر الجديدة، وأدت إلى وقوع اشتباكات والعديد من الإصابات، وطالبت أجهزة الأمن المحيطة بالقصر بالكشف عن المسئولين الحقيقيين عن اندلاع أعمال العنف بشكل مفاجئ، وبالتزام أقصى درجات ضبط النفس، والتزام قواعد الاشتباك المنصوص عليها فى القانون حماية لأرواح المتظاهرين، وتجنبا لسقوط المزيد من الضحايا. وقالت الجبهة فى بيان صادر لها إنها التزمت بالطابع السلمى فى المظاهرات التى انطلقت بعد صلاة الجمعة أمس الأول من مسجدى النور ورابعة العدوية فى اتجاه قصر الاتحادية، ولم تتورط فى أى أعمال شغب على مدى ساعات طويلة أثناء سيرها. وحملت الجبهة الرئيس محمد مرسى وجماعة «الإخوان المسلمون» مسئولية الاحتقان والتوتر السائد بالمجتمع المصرى على مدى الشهرين الماضيين بسبب إصرار الرئيس وجماعته على تجاهل المطالب المشروعة لغالبية المواطنين المصريين، والمتمثلة فى تشكيل حكومة إنقاذ وطنى، وتشكيل لجنة لتعديل مواد الدستور الذى كتبه الإخوان وحلفاؤهم بمفردهم، وإقالة النائب العام، وتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فى أحداث العنف التى بدأت منذ الخامس والعشرين من يناير فى مدن القناة، ومختلف المدن المصرية، وتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين التى تعمل فى مصر من دون سند من القانون أو الشرعية. * نشطاء يحملون الجماعة مسئولية «زحلقة المتظاهرين» * ليبراليون: لا لأخونة المطر.. وإسلاميون: أرسلها الله كطير أبابيل لم تسلم الظواهر الطبيعية التى هى من صنع الله، من التناحر السياسى بين المدنيين وتيار الإسلام السياسى، بما فيها الأمطار التى هطلت بغزارة إول أمس على القاهرة، بالتزامن مع مظاهرات «جمعة الخلاص من الإخوان». ورددت المساجد التى يسيطر عليها أئمة يميلون إلى «الإخوان المسلمون»، عقب صلاة الجمعة، دعاءً بأن يرسل الله المطر، كما أرسل طيرًا أبابيل، على «المندسين الكفرة» الذين يريدون تخريب البلد، فيما رد الليبراليون على طريقة «عرابهم» الدكتور محمد البرادعى، مؤسس حزب الدستور، عبر شبكتىّ التواصل الاجتماعى «تويتر وفيس بوك» قائلين: إن الله مع الثورة، فالمطر يُبطل مفعول قنابل الغاز المسيل للدموع. وكتبت صفحات إخوانية: «اللهم إن المطر من جندك والريح من جندك فاجعلها فى نحور المخربين، ومن أرادوا بهذا البلد السوء، واللهم انصر دينك وشريعتك وسُنة نبيك وعبادك الصالحين وأعن رئيسنا وسدد خطاه». مستشهدين بأن الأمطار أجبرت من نزلوا إلى الميدان على تركه وساهمت فى انخفاض عدد الموجودين فيه وتأخير توافدهم للمشاركة فى «جمعة الخلاص». واعتبر عدد من المتظاهرين والمعتصمين، نزول الأمطار بمثابة العون من الله والسماء على الوقوف بجانبهم، حيث إنها تحميهم من آثار القنابل المسيلة للدموع، التى تطلقها قوات الشرطة لتفريقهم، فى التظاهرات التى خرجت فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير. كما تناولت مواقع التواصل الاجتماعى الموضوع بشكل ساخر، فقال البعض إن الأمطار المتساقطة على الميادين، وسوء الأحوال الجوية، تعبر عن مؤامرة لجماعة الإخوان، لتفريق المحتجين، وتدمير الخيام، وأنها جاءت لتعبر عن توافق الإرادة الإلهية مع الرئيس محمد مرسى مرة أخرى، بينما خرج مدونون ونشطاء بعبارات ساخرة، على شاكلة: «لا لأخونة» الأمطار، وأدانوا سقوطها وحمَّلوا الرئاسة والحرية العدالة مسئولية «زحلقة المتظاهرين».