غالبا ما تنظر الحماة إلى (زوجة الابن) على أنها السيدة التى استأثرت بابنها، تتحول نظرتها من الأم الحنون إلى قناص يتصيد الأخطاء لزوجة ابنها، ساعية لفرض سيطرتها على البيت الذى يتحول إلى ساحة خلاف دائم، ليظل الزوج "كارت الجوكر" الذى يسعى جاهدا لعقد اتفاقيات سلام بينهما وربما أفلح فى أن تحتوى إحداهما الأخرى. تقول هبة نبيل، أم لطفلين: "حماتى تتدخل دوما فى شئون تربيتى لأطفالى، ودائما ما تتهمنى بالفشل فى توجيههم حتى فى مسألة تدريب طفلى على التبول والتبرز، فهى تصر على أن أدربه فى شهوره الأولى، بينما أرى أن الدراسات الطبية تؤكد التدريب بعد السنتين لضمان سلامة العضلات وقوة الإدراك". وتضيف زينب سمير، أم لطفلة: "حماتى نموذج للديكتاتور، فهى تسعى لفرض آرائها على بيتى، ولو اعترضت على شىء تعتبر رفضى إهانة لها، بخلاف تحقيرها لعملى وأسلوب تربيتى لطفلتى". بينما ترى الحاجة سكينة –حماة-: "تدخلى فى حياة أبنائى، الذى غالبا ما يكون دون قصد، أثار الكثير من الخلافات بين ابنى وزوجته، فآثرت راحة البال لابنى، وأصبحت لا أعلق مطلقا على أى تصرف من زوجته، وإذا اضطررت للنصح، فإننى أنصح بشكل غير مباشر مثل أن أقول لها ما رأيك لو جربتى كذا خوفا من اعتراضها المتوقع". أما أم محمد -حماة- فقالت: "لا أعرف لماذا تتذمر زوجة ابنى من توجيهاتى، فأنا أعلم منها باحتياجات ابنى، وأكثر منها خبرة فى تربية الأبناء وتقديرها لى ضرورى، ليس لسنى أو خبرتى، لكنى من ربيت لها زوجها لتأخذه متربى جاهز". استقلالية بالتدريب وفى كتابه "حديث إلى الأمهات" يعتبر الكاتب منير عامر أن الطريق إلى الاستقلالية فى ظل وجود الحموات صعب، لكنه ممكن بالتدريج والتدريب: وأشار عامر إلى أنه على الزوجين أن يتذكرا أنهما مسئولان عن تربية أطفالهما قانونيا واجتماعيا، وعليهما أن يتمسكا بقراراتهما ويتحملا عواقبها، فعلى الزوج أن يؤكد بحزم وإصرار ثقته بزوجته لوالدته، موضحا لها أنهما يتحملان مسئولية أطفالهم، وفى حالة اعتقاده بأن رأى والدته صحيح، فعليه أن يتفرد بزوجته ويناقشها فيما يراه صوابا من رأى والدته. وأضاف أنه فى المقابل لا بد أن نعرف الحماة بلباقة أن الزوجين لهما حياتهما المستقلة، وهم أصحاب القرارات، وليس للحماة الحق فى إلزامهم بتطبيق نصائحها، مشددا على ضرورة أن تتسلح الزوجة بالكياسة والفطنة والتوازن المعقول مع السيطرة على النفس، ولتعلم أن ثورتها على حماتها ستصيب زيجتها بندب من الصعب شفاؤها، خاصة لو كانت الحماة من النوع المتسلط، فإنها ستدرك أن ضيق زوجة ابنها وغضبها دليل على الجبن والخوف، وهذا سيشجعها على التسلط والإهانة. وطالب الزوجة بتنفيذ ما تراه صائبا دون أن تلجأ إلى حماتها، وإذا حاولت الأخيرة إثارة المشاكل فعلى الزوجة أن تتفادى المناقشات حول رعاية الأطفال، وأن تسعى لتغيير الموضوع بلباقة.