* قطارات الموت تقتل 6 آلاف وتصيب 21 ألفًا فى آخر 10 سنوات * سكة حديد مصر "تفرم" الدميرى ومنصور والمتينى لم تكن مأساة حادثة تصادم قطار أسيوط بأتوبيس الأطفال، التى فجع بها الشعب المصرى صباح أمس السبت، وراح ضحيتها أطفال فى عمر الزهور هى الأولى من نوعها فى مصر، فوفقًا لدراسة أعدها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فإن أكثر من ستة آلاف مصرى قتلتهم القطارات فى مصر خلال السنوات العشر الأخيرة وأصيب أكثر من 21 ألفا آخرين. وأضافت الدراسة أن متوسط عدد حوادث القطارات فى مصر كل عام حوالى 120 حادثة، بمتوسط عشر حوادث كل شهر، لافتة إلى عدم شمول حادث قطار الصعيد 2002 الذى لم يتم فيه حصر عدد الضحايا. وفيما يلى عرض لحوادث القطارات خلال العشرين عامًا الأخيرة (1993- 2012): - ديسمبر 1993: قتل 12 وأصيب 60 فى تصادم قطارين على بعد 90 كيلومترا شمال القاهرة. - ديسمبر1995: لقى 75 راكبا مصرعهم وأصيب المئات فى تصادم قطار بمؤخرة قطار آخر قبيل دخوله محطة مصر، وأكدت التحقيقات حينها أن المسئولية تقع على عاتق سائق القطار الذى قام بتجاوز السرعة المسموح بها رغم وجود ضباب كثيف مما لم يمكنه من اتخاذ الإجراءات اللازمة فى الوقت المناسب. - فبراير 1997: أدى خلل بشرى وخلل فى الإشارات إلى وقوع تصادم بين قطارين شمال مدينة أسوان إلى وقوع 11 قتيلا على الأقل والعديد من الإصابات. - أكتوبر 1998: اصطدم قطار بالقرب من الإسكندرية بأحد المصدات الأسمنتية الضخمة ما أدى إلى اندفاعها نحو المتواجدين بالقرب من المكان وخروج القطار نحو إحدى الأسواق المزدحمة بالبائعين والمتجولين مما أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 80 آخرين ومعظم الضحايا ممن كانوا بالسوق أو اصطدمت بهم المصدة الأسمنتية، وأرجعت التحقيقات فى وقتها سبب الحادث إلى عبث أحد الركاب فى فرامل الهواء بالقطار. - إبريل 1999: أدى تصادم قطارين من قطارات الركاب إلى مقتل 10 من الركاب وإصابة أكثر من 50 آخرين معظمهم كانت حالاتهم خطرة، وفى نوفمبر 1999 اصطدم قطار متجه من القاهرة إلى الإسكندرية بشاحنة نقل وخرج عن القضبان متجها إلى الأراضى الزراعية، مما أسفر عن وقوع 10 قتلى وإصابة 7 آخرين كانت حالاتهم خطيرة. - فبراير 2002: تعد حادثة قطار الصعيد التى وقعت بالعياط -70 كم جنوبالقاهرة- الأسوأ من نوعها فى تاريخ السكك الحديدية المصرية، حيث راح ضحيتها أكثر من 350 مسافرا بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه؛ وهو ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ، ولم تصدر حصيلة رسمية بالعدد النهائى للضحايا. وقد اختلف المحللون فى عدد الضحايا حيث ذكرت بعض المصادر أن عددهم يتجاوز 1000 قتيل وإن لم يصدر بيان رسمى بعددهم، وهذا ما أثار الشكوك فى الحصيلة النهائية. - فبراير 2006: اصطدام قطارين بالقرب من مدينة الإسكندرية، مما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصا. - مايو 2006: اصطدم قطار شحن بآخر فى إحدى محطات محافظة الشرقية مما أدى إلى إصابة 45 شخصا. - أغسطس 2006: اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة، متجها إلى القاهرة والآخر قادم من بنها على الاتجاه نفسه؛ مما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين، واختلفت الإحصاءات حول عدد القتلى، فقد ذكر مصدر أمنى أن عددهم بلغ 80 شخصا وأكثر من 163 مصابا، بينما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن 51 لقوا حتفهم، فى حين ذكرت قناة "الجزيرة" الفضائية أن عدد القتلى بلغ 65 قتيلا. - يوليو 2007: اصطدام قطاران شمال مدينة القاهرة؛ مما أدى الى وفاة 58 شخصا، وإصابة أكثر من 140 آخرين. - أكتوبر2009: وقع تصادم بين قطارين فى منطقة العياط على طريق القاهرة- أسيوط وأدى إلى مقتل 30 شخصا وإصابة آخرين، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثانى ليصطدم به من الخلف وهو متوقف مما أدى لانقلاب أربع عربات من القطار الأول. - إبريل 2010: وقعت 3 حوادث قطارات بالبحيرة؛ حيث اصطدم قطار قادم من مطروح فى اتجاه القاهرة وذلك بعد أن تعطل القطار الأول أمام منطقة "الحجناية" واصطدم به القطار الثانى من الخلف، مما أدى إلى خروج العربة الأخيرة عن مسارها، وأسفر الحادث عن إصابة 9 أشخاص بإصابات خفيفة ومصرع 2 من الركاب. - عام 2012: وقعت خمسة حوادث متتالية فى أقل من أربعة أشهر، أولا حادث قطار "البدرشين" الذى وقع فى 17 يوليو، عندما اصطدم القطار رقم 990 الإسبانى المتجه من القاهرة إلى سوهاج بالقطار 162 المتجه إلى الفيوم الذى كان يقف بمحطة البدرشين لحظة التصادم، وأسفر الحادث عن إصابة 15 شخصا. والحادث الثانى فى 3 نوفمبر: عندما اصطدم قطار الركاب رقم 14 القادم من الإسكندرية، بسيارة نقل أثناء عبورها شريط السكة الحديد، بمدينة قها وأسفر الحادث عن توقف حركة القطارات. والحادث الثالث: وقع بالقطار رقم 974 نتيجة السرعة الزائدة بقرية "كفر رمادة" بقليوب وأسفر عن مصرع 6 أشخاص، وإصابة 12 آخرين. والحادث الرابع: وقع بالقطار رقم 523 نتيجة اصطدامه بسيارة نقل أثناء عبورها مزلقان "ميت حلفا" الواقع بين شبرا الخيمة وقليوب، والخامس اصطدام قطارى الفيوم وجها لوجه الأسبوع الماضى. وكان آخر هذه الحوادث الدامية، الحادث المأساوى الذى وقع صباح أمس إثر اصطدام قطار أسيوط بحافلة مدرسية تقل عددا من الطلاب راح ضحيته حتى الآن 47 طفلا. وعقب كل الحوادث السابق ذكرها تم أخذ إجراءات قانونية كانت كالآتى: فى حادث قطار شمال القاهرة، فى يوليو 2006، تم إقالة رئيس هيئة سكك حديد مصر، وفى حادث قطار العياط أكتوبر 2009 قدم وزير النقل محمد لطفى منصور استقالته، وفى حادث قطار أسيوط 2012 قدم وزير النقل محمد رشاد المتينى استقالته. ويعود سبب معظم الحوادث فى العادة إلى تهالك البنية الأساسية لسكك حديد مصر، وضعف صيانة العربات والقاطرات، واستمرار الاعتماد على العنصر البشرى فى مراقبة حركة التسيير. وفى المقابل، يشكو المواطنون من سوء حالة معظم قطارات ركاب الدرجة الثالثة التى تستخدمها الأغلبية من الفقراء ومحدودى الدخل، ويرون أن عمليات التطوير تركز فقط على قطارات الدرجة الأولى التى يستخدمها الميسورون والسائحون. وخطوط السكك الحديدية فى مصر هى الأقدم والأكبر فى منطقة الشرق الأوسط؛ حيث تمتد لنحو خمسة آلاف كيلو متر، بحسب تقديرات هيئة السكك الحديدية المصرية. ويعمل فى الهيئة نحو 86 ألف شخص، وتعتبر القطارات وسيلة التنقل الرئيسية بين البلدات والمحافظات المصرية ويستخدمها يوميا الملايين. 9 كوارث وسجلت السكة الحديد رقما قياسيا فى حوادث القطارات؛ حيث شهدت ما يزيد على 9 حوادث كبرى متتالية خلال أقل من 100 يوم أدت لوفاة العشرات وإصابة المئات من المواطنين الأبرياء، تنوعت أسباب الكوارث بدءًا من تعاطى بعض السائقين المخدرات وصولا للحرائق وغياب معايير الأمن والسلامة على المزلقانات، فهذا قطار يتجاوز السرعة المقررة لدى دخوله المحطة وذاك قطار آخر يصطدم بالمواجهة مع قطار ثالث، وغيرهما قطار أهمل مسئولوه اشتراطات الدفاع المدنى فنالت النيران من عرباته، وأخيرا قطار يدهس أتوبيس مدارس أمام مدينة منفلوط بأسيوط. وعقب تولى د. محمد رشاد المتينى حقيبة النقل فى حكومة د. هشام قنديل وقيامه بتكليف المهندس مصطفى قناوى برئاسة السكة الحديد وقعت الكوارث واحدة تلو الأخرى. بدأ أولاها بتعطل التكييف فى القطار الذى استقله الوزير بصحبة د. قنديل نهاية أغسطس الماضى فى طريقهما من محطة مصر إلى محطة سيدى جابر بالإسكندرية، حيث تعطل التكييف فى عربتين من عرباته، مما اضطر الوزير إلى إيقاف رئيس إدارة الخطوط الطويلة ورئيس الإدارة المركزية لورش الصيانة، وأمر برد قيمة التذاكر لركاب العربتين وتحويل المتسببين فى العطل للتحقيق. وبعد هذا الحادث بيومين لقى عاملان مصرعهما وأصيب ثالث بإصابات خطيرة بسبب اصطدام قطار فى محافظة الشرقية بالدراجة البخارية التى كانوا يستقلونها خلال عبورهم أحد المزلقانات. ووقع الحادث الثالث فى بداية أكتوبر الماضى بين القطار رقم325 (مطور ركاب) وسيارة نقل ثقيل خلال عبورها مزلقان ميت حلفابالقليوبية. وجاء الحادث الرابع فى عهد المتينى بسبب السرعة الزائدة لسائق القطار رقم473 فى منطقة رمادا بين قليوب والقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، وأنقذت العناية الإلهية يوم27 أكتوبر الماضى المئات من ركاب القطار رقم 1022 القادم من أسيوط متجها إلى القاهرة حيث اندلع حريق بالقطار أمام كفر عمار بالعياط، ولم ينته شهر أكتوبر دون أن يسجل حادثا لقطار آخر عندما احترقت العربة الأخيرة للقطار رقم 763 القادم من طنطا متجها إلى دمنهور، حيث دمر الحريق هذه العربة دون خسائر فى الأرواح. ووقع الحادث السابع بتاريخ 3 نوفمبر الحالى للقطار رقم41 القادم من الإسكندرية متجها إلى القاهرة عندما اصطدم بسيارة نقل خلال عبورها قضبان السكة الحديد فى مدينة قها بالقليوبية مما أسفر عن توقف حركة القطارات لمدة 7 ساعات، ووقع الحادث الثامن بتصادم قطارى الفيوم يوم السبت الماضى عندما اصطدم القطار رقم 0111 (مميز ركاب) بالقطار رقم 351 (مطور ركاب) أمام محطة سيلا بالفيوم بسبب تجاوز سائق القطار الأول للمحطة رغم إضاءة السيمافور باللون الأحمر، مما تسبب فى وقوع التصادم الذى أسفر عن مصرع 3 أشخاص وإصابة 30 آخرين. ووقع الحادث التاسع أمس أمام مدينة منفلوط بأسيوط عندما اصطدم القطار بأتوبيس مدارس، مما أدى لوفاة العشرات من الأطفال الأبرياء وإصابة آخرين.