في حادث مأساوي جديد من حوادث السكة الحديد اصطدم القطار 88 القادم من القاهرة في اتجاه أسيوط بالقطار رقم 152 القادم من الجيزة والمتجه إلى الفيوم في الساعة 6.30 مساء. وأكدت مصادر ميدانية انه قد قتل حوالي 60 شخصا على الاقل واصيب 70 مواطنا آخرين، وتوقعت مصادر مسؤولة ارتفاع عدد الضحايا نتيجة التصادم الكبير الذي وقع عند قرية تبعد 20 كيلومتر تقريبا جنوبي بلدة العياط على بعد نحو 40 كيلومتر جنوبيالقاهرة. وحوصر عدد من الاشخاص تحت عربات مقلوبة،وقال مصدر أمني إن القطارين كانا يسيران على السكة نفسها, واصطدم واحد منهما بالآخر اثناء توجههما الى صعيد مصر ولاتزال عمليات الإنقاذ جارية لساعة متأخرة من الليل حيث يجري تقطيع بعض عربات القطار للوصول للضحايا. وأوضح المصدر نفسه أن القطار الاول كان في طريقه إلى مدينة الفيوم على بعد 100 كلم جنوبالقاهرة توقف فجاة بينما واصل القطار الثاني القادم من القاهرة باتجاه مدينة أسيوط بالسرعة نفسها ليصطدم بالقطار الاول من الخلف. وقال شهود عيان لبعض المحطات الفضائية أن القطار الأول اصطدم بدابة فتوقف فجأة ، ومن الواضح أن سائق القطار لم يبلغ عن توقفه، أو أنه أبلغ ولم يجري إبلاغ سائق القطار الثاني للتوقف فجرى اصطدام قوي بين القطار القادم بسرعة بالقطار المتوقف. وكانت العياط هي التي شهدت اكبر كارثة سكك حديد في مصر فبراير 2002 عندما شب حريق في قطار مكتظ أثناء سيره مما أسفر عن مقتل زهاء 361 شخصا معظمهم احترقوا بعد ان فشلوا في الخروج من العربات المشتعلة. وشهدت مصر عدة حوادث قطارات أخرى في السنوات الأخيرة, ادى احدها في يوليو 2008 الى مقتل 20 شخصا على الاقل عندما اصطدم قطار بحافلة ركاب بالقرب من مدينة مرسى مطروح الساحلية على البحر المتوسط, شمال غرب البلاد. وفي أغسطس 2006 قتل 58 شخصا على الاقل واصيب 144 في اصطدام قطارين كانا يسيران على السكة نفسها، في بلد ابتلي بحكومة مترهلة ونظام يعاني من الغيبوبة حيث وصلت معدلات الحوادث في مصر معدلات غير مسبوقة وهي الأعلى في العالم . ويعود سبب معظم الحوادث في العادة إلى ضعف صيانة العربات والقاطرات واستمرار الاعتماد على العنصري البشري في مراقبة حركة التسيير. وإثر الثغرات التي كشفها حادث العياط وعدت الحكومة بتطوير لقطاع السكك الحديدة الذي يعاني منذ فترة من خسائر جسيمة. وتقول الحكومة المصرية إنها قامت مؤخرا بتطوير العربات وشراء قاطرات جديدة كما أنها أطلقت هذا العام حملة إعلانية ضخمة تدعو المواطنين للحفاظ على هذه القطارات. في المقابل يشكو المواطنون من سوء حالة معظم قطارات ركاب الدرجة الثالثة ويرون أن عمليات التطوير تركز فقط على قطارات الدرجة الأولى. يشار إلى أن القضاء المصري سبق وبرأ المتهمين في قضية قطار العياط وكان معظمهم من صغار الموظفين مطالبا بتقديم المسؤولين الحقيقيين عن مثل هذه الكوارث إلى المحاكمة.