أثارت تصريحات الرئيس التونسي قايد السبسي، خلال كلمته بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية، فتنة عاصفة بالشقيقة تونس؛ حيث طالب بالمساواة الكاملة بين الجنسين حتى في الميراث، وزواج المسلمة من غير المسلم. هذه التصريحات بلا شك تمثل تدخلا سافرا من السلطات السياسية في شأن ديني سوف يثير كثيرا من المشاكل في الوقت الذي تحتاج فيه تونس إلى وحدة شعبها ورص صفوفها من أجل معركة البناء والحريات والتعايش المشترك بين الأفكار والأيديولوجيات المختلفة.
دار الإفتاء تؤيد السبسي!
ومن المثير للغرابة أن دار الإفتاء التونسية أعلنت اليوم الإثنين 14 أغسطس، تأييدها لمقترحات رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي التي طرحها خلال كلمته بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية، ودعا فيها للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث والسماح للتونسيات بالزواج من أجانب غير مسلمين.
وقال ديوان الإفتاء، في بيان له، إن مقترحات السبسي تدعم مكانة المرأة وتضمن وتفعل مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، التي نادى بها الدين الإسلامي في قوله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، فضلاً عن المواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية والتي تعمل على إزالة الفوارق في الحقوق بين الجنسين.
ولم ينس بيان الإفتاء التملق لرئيس الجمهورية معلنا الولاء المطلق ليس لله بل للرئيس، حيث وصف المرأة التونسية بنموذج للمرأة العصرية التي تعتز بمكانتها وما حققته من إنجازات لفائدتها وفائدة أسرتها ومجتمعها، من أجل حياة سعيدة ومستقرة ومزدهرة، معتبراً رئيس الجمهورية أستاذاً بحق لكل التونسيين وغير التونسيين، وهو الأب لهم جميعاً، بما أوتى من تجربة سياسية كبيرة وذكاء وبعد نظر، إذ إنه في كل مناسبة وطنية أو خطاب يشد الانتباه، لأنه معروف عنه أنه يُخاطب الشعب من القلب والعقل!!.
دعوات لسحب الثقة
من جانبه، قرر المكتب التنفيدي لحزب تيار المحبة إطلاق عريضة شعبية على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تطالب مجلس نواب الشعب وتلزمه بسحب الثقة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وعزله بتهمة مخالفته الصريحة للفصل الاول من الدستور حاثا التونسيين على جمع مليون توقيع على الاقل لهذه العريضة.
واكد المكتب ، في بيان له ان المكتب التنفيذي تبني الدعوة التي اطلقها رئيس الحزب محمد الهاشمي الحامدي في وقت سابق والمتمثلة في اصدار هذه العريضة مؤكدا ادانته "بشدة" تصريحات رئيس الحمهورية الباجي قائد السبسي التي اعتبر فيها ان "تفعيل المساواة في الارث سيمثل اللبنة لتفعيل مساواة كاملة بين الحنسين" مما يفهم منه ضمنيا حسب الحزب " ان شرع الله ورسوله لم يعدل في الامر" .
واشار البيان الى ان المكتب التنفيذي اتهم خلال اجتماعه الدوري برئاسة الامين العام للحزب حسان الحناشي رئيس الجمهورية الذي قرر تشكيل لجنة لبحث ملف المساواة بين الجنسين في الميراث ب" اثارة الفتنة وزرع الفوضي في البلاد طمعا في اصوات انتخابية لحزبه في الانتخابات البلدية ولشخصة ولنجله في الانتخابات الرئاسية المقبلة " وفق نص البيان.
ومن جانبه رد الشيخ عادل العلمي على ادعاءات السبسي وفند مطالبه داعيا إلى التمسك بأحكام الإسلام وعدم العبث بها وفق مصالح وأهواء سياسية.