رسائل عديدة ظهرت فى افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، سواء في طبيعة من حضروا الافتتاح، أو تصريحات قائد الانقلاب التي تُعاير المصريين بطعامهم، وتوجه رسائل ضمنية للممول الخليجي الحاضر، بأنّ عليه "الدفع" مقابل الخدمات التي ستقدم له من قائد الانقلاب، الذي يُهلك الجيش المصري لتحقيق مصالحه ومصالح مموليه. وأثار حضور الجنرال الليبي خليفة حفتر، حفل الافتتاح مع ولي عهد الإمارات، تكهنات حول دور القاعدة المصرية في دعم قوات حفتر، ودورها كقاعدة تخدم مصالح دول الخليج أيضا ضد أي تهديدات محتملة. وقالت مجلة "الهلال" الحكومية عن القاعدة، إنها "تمثل قاعدة للتدريب المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة، يتوافر بها كافة الإمكانيات بشكل حضاري متطور"، فيما أكد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي أن "وجود الأشقاء العرب خلال الاحتفال بافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية وتخريج دفعات الكليات والمعاهد العسكرية، يعد تأكيدا على وحدة الصف العربي". https://twitter.com/waelabbas/status/888688764306022401 ويمكن القول إن الرسائل الموجهة فى افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية قد تفوق عدد القطع العسكرية المتواجدة بها، بعضها ظاهر مثل أنها قاعدة إماراتية في الغرب لمساعدة حفتر على السيطرة على ليبيا عن طريق ثلاثية "زايد -السيسي -حفتر"، وبعضها لا تعرف أهدافه حتى الآن. (الرسالة الأولى): وضحت في دعوة اللواء المتمرد خليفة حفتر لافتتاح قاعدة عسكرية مصرية على حدود بلاده، وهو الذي تدعمه الإمارات والسيسي لإكمال انقلابه العسكري في ليبيا ضد الثوار الليبيين واحتلال طرابلس بعد بنغازي، وفي ظل تورط مصري إماراتي واضح بتوجيه ضربات عسكرية جوية من قواعد مصرية في الجنوب لقوات ثوار ليبيا. فحضور كل واحد من الضيوف كان وحده رسالة، وفى المقدمة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مهندس إسقاط ثورات الربيع العربي في المنطقة، والانقلابي خليفة حفتر، والرسائل هنا واضحة، فهي: إعلان من الإمارات عن دعم حفتر لكن باستخدام السيسي وجيش مصر، ولجعل مصر في الواجهة بدعم مليشيات حفتر. (الرسالة الثانية): ظهرت في تصريح السيسي بأن المصريين يأكلون في يوم واحد ما تأكله دول في عام!. تصريح قائد الانقلاب بأن المصريين "بيفطروا ويتغدوا ويتعشوا في يوم واحد بأكل سنة من بعض الدول"، ورغم أنه في معرض تعليقه على تدخل بعض الدول في شئون مصر، قائلا: "تقدر إنت على مصروف مصر؟ تقدر تصرف 100 مليار سنويًا على مصر.. لا ما تقدرش فخليك في بلدك أحسن" (الدقيقة 3:08)، إلا أنه كان رسالة لداعميه الخليجيين بأن هذا هو السعر المطلوب لدعم مخططاتهم في ليبيا!. ففي لهجة تسول واضحة، قال السيسي خلال كلمته: "مصر فيها 100 مليون بيفطروا ويتغدوا ويتعشوا في يوم واحد بأكل سنة في بعض الدول، وبيحتاجوا 100 مليار سنويا". (الرسالة الثالثة): من غرائب فتح هذه القاعدة في هذا التوقيت، أن العدو الصهيوني يتربص بمصر في الشرق، ويمنع الصلاة في الأقصى، ويحاصر غزة، بينما سلطة الانقلاب تذهب إلى الغرب لتحارب ثوار ليبيا، وتتورط في قتال الشعب الليبي. والخاسر الأكبر هنا هو الشعب المصري، الذي يتورط في مواجهات مع شعب شقيق، والعمالة المصرية في ليبيا التي تفوق 2 مليون مصري يعيشون في ليبيا، وقد يعانون بسبب هذا التورط المصري في الحرب في ليبيا، في ظل اختطاف بعضهم بشكل مستمر أو قتلهم. (الرسالة الرابعة): جزء كبير من قصة القاعدة مرتبط بأهداف السيسي والإمارات في ليبيا، كما تشير تطورات الأحداث، برغم الحديث عن دور القاعدة في محاربة إرهاب الحدود ومحطات الطاقة النووية في الضبعة (التي لم تُبن بعد) وحقول البترول. فقبل افتتاح القاعدة، زار نائب رئيس الأركان الإماراتيبنغازي، كما استقبل محمد بن زايد، خليفة حفتر استقبال الأبطال فى أبوظبي، ثم افتتاح مطار بنينا في بنغازي، كما التقت القيادة المصرية ومعها قيادات من قوات حفتر، قيادات عسكرية من مصراتة المعارضة لحفتر، فى مقدمتهم العقيد سالم جحا، لمحاولة استقطابهم. أهم المعلومات عن القاعدة الحربية وتضم القاعدة العسكرية الجديدة 1155 مبنى ومنشأة، ومهمتها تأمين محطة الضبعة النووية وحقول البترول والحدود الغربية، ولها 4 بوابات رئيسية و8 بوابات داخلية للوحدات، وتضم مدينتين سكنيتين للضباط وضباط الصف، وقاعة للمؤتمرات متعددة الأغراض تسع 1600 فرد. كما تضم ملاعب ومنشآت رياضية وزراعية وحمامات سباحة وغيرها. وتحتوي على 50 وحدة للطاقة الشمسية؛ للاعتماد على خلايا للطاقة الشمسية في أعمال الإنارة لأجزاء من القاعدة، وتستهدف تحقيق جزء من الاكتفاء الذاتي، من خلال إنشاء العديد من المزارع والمساحات الخضراء، بزراعة 379 فدانا بالأشجار المثمرة، وزراعة 1600 فدان بمحاصيل القمح والشعير والفول. ونشر المتحدث العسكري، في بيان بالتفصيل، بيانات القاعدة العسكرية الجديدة، محمد نجيب العسكرية، بمدينة الحمام، وقاعدة براني العسكرية بالمنطقة الغربية، مؤكدا أن هدفها هو "تنفيذ أي مهمة تكلف بها لحماية ركائز الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية". وقال: إن هدف هذه القاعدة "تعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية؛ لمنع تسرب العناصر الإرهابية المسلحة عبر خط الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية"، بحسب بيان رسمي. إلا أن نشطاء مصريين، منهم الدكتور نائل الشافعي، مؤسس موسوعة المعرفة والأستاذ بالجامعات الأمريكية، انتقدوا ما وصفوه بأنه "تكديس مصر للسلاح"، وشراء طائرات دون الحاجة لها رغم الأزمة الاقتصادية. https://twitter.com/nayelshafei/status/888291536147947521