في مصر نشط جنرالات العسكر في استغلال ملف "حقوق المرأة" والتلاعب به وجعله مشوها، بدا الأمر باستغلال مفهوم تحرير المرأة، وانتهى بحرقها وهى معتصمة في ميدان رابعة والنهضة، وإطلاق الرصاص عليها في مسيرات الشرعية، وبعد الانقلاب طالبها بالرقص أمام اللجان لتحقيق مصالح سياسية وانتخابية، واليوم يعود إعلام الانقلاب إلى استعمال مفهوم ال"فيمينست" كسلاح ضد أي خصم سياسي، وخاصة الخصوم الإسلاميين. النسوية "العسكرية" تعتبر أشد المدارس النسوية تعصبًا، حيث تعتمد هذه الحركة بالأساس على فكرة أن العسكرية قادرة على إعطاء المرأة حقوقها، وتعمل هذه المدرسة بشكل "تدميري" تمامًا وتناضل من أجل قوانين تسمح للجنرالات باللعب بورقة المرأة، بالجملة فإن هذه المدرسة تعتبر امتدادًا لانقلاب جمال عبدالناصر في 1954، ومن أبرز روادها الآن الكاتبة فريدة الشوباشي، والكاتبة لاميس جابر، والمذيعة لاميس الحديدي، والفنانات يسرا وإلهام شاهين وهالة فاخر. وبرأي بعض النشطاء "نحن الآن نمر بمرحلة حشو الأفكار برءوس النساء"، بينما يقدم البعض النصيحة للمرأة المصرية بالقول: "ركزي في الكلمتين دول علشان لو واحدة جت قالتلك أنا feminist تبصلها بنظرة استحقار.. قشطه". بالطبع نسمع من وقتٍ لآخر كلمة "فيمينزم feminism" وفي أوساط النشطاء توصف عادةً الفتاة التي تطالب بحقوق النساء بأنها "فيمينست feminist". فما هو معنى هذه الكلمة؟ وكيف بدأت الحركة النسوية أو "الفيمينيزم" في مصر؟ ال feminist بكتابة "feminist" على محرك البحث "جوجل" سوف تحصل على أكثر من 50 مليون نتيجة، اللفظ الذي يقابل "نسوية" في اللغة العربية، تم تعريبه إلى "فيمنست" وتداوله على نطاق واسع، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الغموض مازال يحيط به لدى الكثيرين. "النسوية الراديكالية" تعتبر أكثر تيارات النسوية تعصبًا للمرأة، حيث يرى أن المشكلة في الأساس هي أنَّ الرجال يحاولون دائمًا السيطرة على كل شيء منذ بداية التاريخ، وعلى المرأة أن تناضل من أجل حقوقها المنهوبة، وقد تطورت فكرة نضال المرأة لدى هذا التيار حتى اقتراح أن تنفصل النساء تمامًا عن مجتمع “الذكور” وتقيم مجتمعًا خاصًا، باعتبار أن المرأة في حالة عداء دائم مع الرجل! يقول الناشط "عمر خالد" على صفحته بالفيس بوك، عن ال"فيمنست": "دى شوية حركات وايدولوجيات هدفها انها تنشأ وتعرف وتنشر وتدافع عن حقوق الستات سواء حقوقها اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا أو أى زفت ناس بتدافع عن حقوق الستات وانها تتساوى بالراجل كده لحد كده قشطة ومفيش مشكلة". مضيفاً: "فى اوربا طلعوا قالولك ان الست عايزنها تبقي زى الراجل فى كل حاجة "يعني الست = الراجل فى كل شيء" وطلعوا قالوا المرأة كائن مٌنتِج أكتر منه أداة إنتاج الموضوع اتطور شوية وبقى فى منهم علماء وقضاة ومديرة ورئيسة حكومة ورؤساء جمهورية كمان والكلام ده من زمان وستات هى اللى مماشية البلد زى الست ميركل فى ألمانيا". وتابع: "بس احنا ملناش دعوة بيهم لعن الله قوم حكمتهم امرأة وممكن اقولك كلام دينى للصبح.. انا اه موافق انها تتساوى مع الراجل فى حاجات بس فى حدود الدين زى انها تتساوى معاه فى حق التعليم والرأى وكده.. انما عندك الفيمنيست هنا فى مصر بقي عملوا ايه الفيمينست فى مصر ملهاش أي دعوه تماماً بالكلام اللى قولناه فوق ده". الفيمينست فى مصر حسب العديد من المفكرين والكتاب فإن الحركة النسوية قد تطرفت تطرفًا كبيرًا، حيث لم تعد تدافع عن حقوق المرأة بقدر ما صارت تتمركز حول المرأة وتنادي بإقصاء الرجل، بل إنها تتصور دومًا أنها في حالة صراع معه، ما دعا العديد من النسويات الشهيرات للدعوة لعدم ممارسة الجنس مع الرجال! بدعوى أن هذه إحدى أدوات السيطرة، كما أن العديد من النسويات الشهيرات كنَّ سحاقيات (شاذات) ويبررن لذلك بأنَّ المرأة تستطيع أن تعيش وحدها دون وجود رجل في حياتها، أشهر هؤلاء هي الفيلسوفة والأديبة الفرنسية سيمون دي بوفوار. ويضيف "عمر خالد" عن الفيمينست فى مصر: "معناها أنت راجل على نفسك، أنا أرجل منك.. أنا الأنثى مٌتفجرة الأنوثة اللى بتعرف تشتم أحسن منك، وبتخلص السيجاره قبلك، وبتشرب شيشه قص أنت بتخاف منها وبتلف مخدرات فى الشارع علنا لانها ساوت نفسها بالراجل فى حقوق هو ملهاش حق اجتماعى فيها اصلا.. ومكتفوش بكده لا ده جم قالوا احنا عايزين نورث زينا زى الذكر بالظبط.. ولما نشهد على عقد جواز يبقي الست زى الراجل مش راجل وامرأتين.. يعنى ضربوا بكلام ربنا عرض الحائط.. أستغفر الله العظيم". وتابع: "من الآخر كده عمرهم ما هيقدروا يغيروا الفسيولجيه الأنثويه ولا هيقدروا يحاكوا الأيدلوجيه الذكورية.. وربنا يهدي الحال ويحرقهم بجاز".