جف حلق المنظمات الحقوقية من فرط التنديد دون جدوى ب"الانتهاكات السافرة" لحقوق الإنسان خلال حكم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلى "الإفلات شبه الكامل من العقوبة" لقوات الشرطة، آخر تلك الجرائم ما تداوله نشطاء من صور مروعة مساء الثلاثاء لجثة بائع السمك مسيحي في منطقة الزاوية الحمراء، يدعى “مجدي مكين” وقد ملأت آثار التعذيب جميع أنحاء جسد القتيل حتي الحساس منها، وذلك عقب تسلم جثته من سلخانة قسم الأميرية. ويواجه نظام السيسي بانتظام اتهامات من منظمات حقوق الإنسان بإقامة نظام أكثر قمعية من نظام المخلوع حسني مبارك، الذي أطاحته ثورة 2011، وبعد الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي في يوليو 2013 شنت الأجهزة الأمنية حملة قمع دامية ضد جماعة الإخوان المسلمين، وبعد ذلك امتدت الملاحقات لتشمل النشطاء العلمانيين واليساريين حتى وصلت لرعايا الكنيسة.
جثة هامدة وطبقا لمحامي القتيل علي الحلواني فإن القصة بدأت مساء الأحد الماضي عندما تم القبض علي مجدي مكين خليل أثناء عودته من عمله، مستقلًا عربته «الكارو»، بعد مشادة مع نقيب شرطة بقسم الأميرية، موضحًا أن النقيب اعتدى عليه وقام باصطحابه إلى قسم الشرطة، حتى علمت أسرته صباح الاثنين بوجوده بمستشفى الزيتون جثة هامدة.
وذكر أقارب القتيل أنهم اكتشفوا في المستشفى علامات تعذيب واضحة على جسده «جايب دم من مؤخرته وعينيه مزرقة وتجمعات دموية ورا ودانه». وأشار إلى أن أسرته رفضت استلام جثته، وتم نقلها إلى مشرحة زينهم للتشريح، موجهين اتهامات إلى ضابط القسم بتعذيبه حتى الموت.
وأكد أقارب الضحية أنه لم يسبق القبض عليه، وليس له أي سوابق. فيما قال المحامي علي الحلواني في تصريحات صحفية أنه بصدد تحرير محضر بالواقعة صباح اليوم الأربعاء.
ضحية تواضروس وأيد تواضروس الانقلاب العسكري ومنحه بركة الكنيسة، وأقحم تواضروس أنفه في مرحاض العسكر، وعرف عنه بغضه الشديد لثورة 25 يناير وعداوته للرئيس المنتخب محمد مرسي، وظهر في بيان الإطاحة به، ولم يكتفِ تواضروس بتأييد الانقلاب، وإنما قام بتصوير دعوته "قول نعم تزيد النعم" بالفيديو وتوزيعها على عموم الكنائس الأرثوذكسية في الداخل والخارج، في الاستفتاء وتأييد دستور السيسي.
ولم يكتف تواضروس في المشاركة في الاستفتاء والإطاحة بالرئيس محمد مرسي بل تجاوزت تدخلاته السياسية حتى ما كان عليه سلفه شنودة الثالث؛ ففي مارس 2014 أجرى تواضرس حوارا مع تليفزيون "الوطن" الكويتي حث فيه "السيسي" على خوض الانتخابات الرئاسية واصفا إياه ب"الواجب الوطني".
كما وصف تواضروس ثورات الربيع العربي ب"الشتاء العربي" المدبر الذي حملته أيد خبيثة إلى المنطقة العربية، من أجل تفتيت دولها إلى دويلات صغيرة لا حول لها ولا قوة، حسب قوله.