"تحالف الخسة والخزي والعار"، هكذا وصف عضو المجلس الثوري المصري ياسر فتحي التحالف بين نظامي السيسي والأسد بأنه "تحالف عصابة الضباط التي نهبت الشعب المصري، وعصابة الضباط التي نهبت الشعب السوري"، الأمر الذي أكدته وكالة "تسنيم" الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، والتي نقلت اليوم الخميس عن مصادر صحفية قولها، إن قوات مصرية عسكرية وفدت إلى سوريا بزعم مكافحة الإرهاب، والتعاون والتنسيق العسكري ضد الثوار والمعارضة السورية. الصدمة كانت من نصيب الشعب المصري الذي شغله السيسي بأزمات اقتصادية طاحنة، وبات السؤال الآن: ألا يخجل عسكر الانقلاب من دعم النظام السوري عسكريا وأمنيا؟ ألم يعترف بشار الأسد بالتواصل والتعاون سرا مع نظام السيسي؟ هل اعتاد جنرالات العسكر حرق شعبهم كما يفعل بشار في سوريا؟ وهل يقبل الشعب المصري أن يرسل السيسي أسلحة وجنودا للقتال في صفوف الشيعة وإيران وروسيا وحزب الله اللبناني؟!. فضيحة بجلاجل! ونسبت الوكالة الإيرانية لتلك المصادر القول "إن مصر أصبحت حريصة على تقديم المساعدات العسكرية، وإرسال القوات لسوريا؛ للمشاركة في معارك الحكومة السورية ضد الإرهابيين، بعد أن ظهرت شروخ كبيرة بينها وبين المملكة العربية السعودية". وأضافت الوكالة- نقلا عن تلك المصادر- أن "الحكومتين السورية والمصرية ستعلنان رسميا عن هذا التنسيق، الذي سيكون قائما بينهما بهدف مكافحة الإرهاب، وذلك في مستقبل ليس ببعيد". وقالت الوكالة، إنه "لم يؤكد أو ينفِ أي مصدر سوري في وزارة الخارجية لها ما تناقلته المصادر الإعلامية، مضيفة "أنه في حال تأكيد الخبر سيصدر بيان رسمي من وزارة الخارجية". ولمنح المزيد من المصداقية لخبرها، ذكّرت وكالة "تسنيم" بزيارة اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، إلى مصر منذ نحو أسبوعين، في أول زيارة معلنة لمسئول بارز في نظام الأسد، مشيرة إلى أنه "من الممكن أن يكون الجانبان قد اتفقا خلال الزيارة على زيادة التعاون العسكري بينهما". رابعة ودوما! يذكر أن تحالف النظامين الإجراميين هو تحالف من قتل وحرق وشرد في مجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهوري في مصر، ومن أباد بالكيميائي والبراميل المتفجرة في دوما والغوطة وحلب وغيرها في سوريا. ويرى مراقبون أن السيسي يحاول ابتزاز من صنعوا له المجد وأجلسوه على كرسي الرئاسة في مصر بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، في إشارة إلى بعض دول الخليج التي ساندت السيسي. وأن السيسي يحاول ابتزاز الجميع، فهو مع التحالف العربي في اليمن، وفي الوقت نفسه تتردد أنباء عن استقبال نظامه لوفد من الحوثيين، كما أنه متحالف مع الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، والآن مع النظام السوري ضد شعبه. يأتي دعم الانقلاب لبشار في إطار تخوف السيسي من انتصار الثورة السورية، ووجود دور مؤثر للإخوان المسلمين وفصائل المعارضة هناك في المرحلة المقبلة، وهو ما بدا جليا في تصريحاته، حيث أبدى تخوفه من سقوط نظام الأسد.