أصبح الانقلاب العسكري بمصر يجاهر ويفاخر بدعمه اللامحدود لنظام بشار الأسد المجرم وحليفته روسيا برغم جرائمهما ضد الإنسانية بحق المدنيين والأطفال ، فمن دعم بالكلمات والتصريحات إلى دعم مواقف على المستوى الدولي راح قائد الانقلاب العسكري يستميت في الدفاع عن السفاح الأسدي إلى درجة جعلته يخسر الرياض حليف الأمس وصاحبة "الرز"؟ وكان السيسي عبر في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية قبل عام عن تقبله لوجود الأسد قائلا: "عيني على الخطر الحقيقي، موضوع الرئيس بشار مع الشعب السوري أمر يمكن تدبره".
3 أسباب
وعددّ الكاتب السعودي خالد الدخيل أسباب الخلافات المصرية السعودية في الفترة الأخيرة ، موضحًا العوامل التي جعلت مصر تصوت للقرار الروسي في مجلس الأمن خلافًا للإجماع العربي. وقال "الدخيل" في سلسلة تغريدات عبر حسابه ب"تويتر": "سئلت عن الموقف المصري من سوريا في مجلس الأمن الجمعة الماضية. رأيي أن حكومة السيسي تعتبر سقوط الأسد خطرا عليها في المدى القريب لعدة أسباب ، الأول أن سقوط الأسد يعني نهاية حكم الجيش والمؤسسة العسكرية في سوريا، وهذا يسلط الضوء على حكم الجيش في مصر، وتبدو وكأنها الوحيدة عربيا في ذلك" حسب قوله.
وأضاف: "الثاني أن سقوط الأسد سيفتح الباب أمام الإخوان ليكونوا طرفا في حكم سوريا. الأمر الذي قد يعطي دفعة لإخوان مصر، ويشكل ضغطا على الحكومة هناك" .. مستدركًا: "الثالث أن سقوط الأسد يعتبر بالنسبة للرئيس السيسي إضافة للرصيد السعودي والخليجي في المنطقة وتحالفاتهم وسيضع حكومته أمام خيارات تريد تجنبها".
واستدرك: "تخشى مصر من تداعيات سقوط الأسد على وحدة سوريا. كل الدول العربية تأخذ هذا في الإعتبار. تختلف مصر والجزائر أنهم يربطون وحدة سوريا ببقاء الأسد" وحول الخلافات بين مصر والسعودية ، قال: "الخلاف السعودي المصري الحالي سمة مميزة لسياسات الدول العربية التي لم تعرف التحالفات الثابتة فيما بينها منذ نشأتها بعد الحرب العالمية الأولى" ..
مضيفًا: "حكومة السيسي تحتاج مساعدات مالية من السعودية والإمارات والكويت مقابل "مسافة السكة".ولا تريد الدخول في تحالف مع السعودية تشعر أنها الأضعف فيه" حسب تعبيره. وأنهى كلامه قائلًا: "مصر دولة كبيرة لها تاريخ عريق ومحورية لكنها لم تعد تحتمل تكاليف قيادة المنطقة. فضلا عن أن مرحلة القيادة الفردية للعالم العربي تجاوزها الزمن" حسب رأيه.
تحالف العار
من جهته وصف الكاتب الصحفي السوري المعارض بسام جعارة العلاقة بين السيسي والأسد بأنها "تحالف قتلة يعلمون أن سقوط الأسد يعني سقوط السيسي وسقوط السيسي يعني سقوط الأسد".
وكان المندوب المصري في الأممالمتحدة السفير عمرو أبو العطا الذي ترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الحالي, قد صرح في وقت كانت فيه حلب تحت النار, بأن بلاده لن تدعو إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن.
وعندما عُقدت الجلسة دعا المندوب المصري مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسوريا إلى حسم ما سماه تلكؤ البعض في مواجهة الإرهاب وجبهة النصرة وحلفائها، وقال إن جبهة النصرة استغلت وقف الإعمال العدائية للسيطرة على مزيد من الأراضي السورية.
وتعليقا على ذلك، وصف جعارة ما قاله المندوب المصري بأنه "سفالة ووقاحة" لم يصل إليها حتى مندوب النظام السوري بشار الجعفري أو مندوب روسيا في مجلس الأمن، و"هذا الشخص مجرم بامتياز ويتحدث باسم سيده السيسي". وعن علاقة السيسي بدول الخليج، قال جعارة "إن السيسي يقول لدول الخليج: إذا لم تدعموني بالرز فسوف أصطف مع إيران، وهذا ما تخشاه دول الخليج".
كما وصف عضو المجلس الثوري المصري ياسر فتحي التحالف بين نظامي السيسي والأسد بأنه "تحالف الخسة والخزي والعار"، وأنه "تحالف عصابة الضباط التي نهبت الشعب المصري، وعصابة الضباط التي نهبت الشعب السوري".
وتابع أن تحالف النظامين هو تحالف من قتل وحرق وشرد في مجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهوري في مصر ومن أباد بالكيميائي والبراميل المتفجرة في دوما والغوطة وحلب وغيرها في سوريا.
ويضيف ياسر فتحي: السيسي يحاول ابتزاز من صنعوا له المجد وأجلسوه على كرسي الرئاسة في مصر بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، في إشارة إلى بعض دول الخليج التي ساندت السيسي.
واعتبر أن تقارير منظمات حقوق الإنسان تظهر التعامل المخزي لنظام السيسي مع اللاجئين السوريين، في الوقت الذي يتعاون فيه مع من يقتلهم ويشردهم.
وردا على تبرير بعض أنصار السيسي للتحالف بأنه من أجل مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية، تساءل فتحي "من الذي صنع تنظيم الدولة؟" وأجاب: صنعها القمع والقتل للمتظاهرين السلميين.