قال الكاتب الصحفي وائل قنديل "يزمجر الجنرال محمّرًا عينيه، فتتحوّل المعارضة، المستأنسة أصلاً، إلى ملاطفةٍ مرتعشة، لا تفلح في تجنب الغضب الجهول، فيكون الحل الأسرع والأسلم فتح النار مجدّداً على الرئيس الأسير محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين". وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، أن قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي يقدم نفسه، باعتباره "المقاتل"، حتى يخالُ لك أن في كل نقطة من جسده طعنة أو رصاصة، حصاد مشاركته في المعارك التاريخية، من حطين وعين جالوت وحتى أكتوبر 1973، متلبسا روح "بطل الحرب والسلام"، متوعدا من يرفض هذيانه في الحديث عن تلال الخراب الاقتصادي، والانهيار السياسي، فتشتعل، على الفور، الحرب على الدكتور مرسي و"الإخوان"، داخل معسكر المعارضة اللطيفة. وأشار إلى تصريحات عبد المنعم أبو الفتوح عن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان وكأنه أمضى عمره كله في صراعٍ حامي الوطيس مع الجماعة، خصوصاً وهو يصف، في حواره لتلفزيون "العربي"، زميل السنوات الطويلة في جماعة الإخوان، الدكتور محمد مرسي، بأنه وأحمد شفيق، مثل "الطاعون والكوليرا"، موضحا أن التاريخ القريب يقول لنا إن أبوالفتوح ظل متمسكاً بموقعه البارز في مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، حتى قرّرت الجماعة عدم اختياره مرشحاً لها في انتخابات الرئاسة 2012. كما نوه قنديل لحديث الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حينها أن "أبوالفتوح هو الوحيد الذي بايعني مرتين، وهو يعلم جيداً مكانته في قلبي، وأنا أعلم الشعبية التى يتمتع بها، وحاولت جاهداً منع ما حدث، واقترحت عليه حلاً كان سيمثل نهاية مناسبة للمشكلة وترضي الجميع، لكنه رفض". وقال إن عبدالمنعم أبوالفتوح، مثل هشام جنينة، يحاولان تجنب بطش نظام الجنرال ذي الخيال الفقير، عن طريق توجيه أكبر عدد من اللكمات العنيفة في وجه المقيّدين بالسلاسل، ممن لا يملكون إمكانية الرد أو الدفاع عن النفس، فالسيد هشام جنينة الذي ما زال ينتظر إشارة الرضا من الجنرال، كي يهرول إليه، يتحدّث عن مرحلة الرئيس مرسي، وكأنه كان معتصماً داخل خيمة في ميدان التحرير، مطالبا برحيل النظام، وليس رئيساً للجهاز المركزي للمحاسبات فيه. وأشار قنديل إلى تطابق موقف المستشار هشام جنينة في عهد السيسي وموقف المستشار عبد الرازق السنهوري ونهايته، كما وضعتها سلطة عبد الناصر، في أزمة مارس 1954، وقصة "ضرب السنهوري بالجزمة على سلم مجلس الدولة"، وهي العملية التي جهز لها الضباط جيشاً من المواطنين الشرفاء، اتهموا فيها رئيس مجلس الدولة بالخيانة والعمالة، ومع ذلك كان السنهوري من أبرز ترزية قوانين العسكر حتى إن غلاف مجلة روز اليوسف، قبل أسبوع من الاعتداء على السنهوري، صدر برسم كاريكاتوري يظهر فيه دستور العسكر الجديد كأنه عروس، يتأبّط ذراعيها جمال عبد الناصر ومحمد نجيب، ويزفها صلاح سالم بالورود من الأمام، فيما يدقّ السنهوري الصاجات في خلفية الموكب، ومعه زميله سليمان حافظ.