بدأت في الآونة الأخيرة تنتشر عدة مقالات وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي لسياسيين وإعلاميين مؤيدين للسيسي، تتحدث عن تخلي الغرب ودول الخليج عن قائد الانقلاب بعد فشله في إدارة البلاد، رغم ضخ هذه الدول عشرات المليارات من الدولارات التي أثرت عليهم بالسلب لدعمه، ولم تجن منها سوى كراهية المصريين.
وقال الصحفي عبد الله السناوي: إن الدول الغربية تخلت عن النظام المصري، فضلاً عن "الضجر" لدى الدول الخليجية واتجاه لإعادة النظر في المساعدات الخليجية ، مشيرًا إلى أن رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تجاهلت - لمدة 3 أسابيع - طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي للاتصال بها وتهنئتها .
وقال السناوي خلال مقال له بصحيفة "الشروق": "سألت شخصية مصرية علاقاتها واسعة فى الدوائر البريطانية "أندرو نايت"، الذى انتشل مجلة "الإيكونوميست" من فشل مذر إلى نجاح مؤكد قبل أن يعتزل عند القمة، عن فرص خفض حدة الحملات الإعلامية قبل زيارة السيسي للعاصمة لندن نوفمبر الماضي. وكانت إجابته تعبيرًا عن حجم الأزمة ف"ليس هناك الكثير مما يمكن فعله" كأنه أراد أن يقول على مصر إن تساعد نفسها قبل أن تطلب مساعدة الآخرين، وأن تحسين الصورة يتطلب تغيير البيئة السياسية العامة، التي تشوبها أوضاع مقلقة تحجب أي تعاطف ممكن.
وأشار السناوي إلى تقرير مجلة "الإيكونوميست" العنيف تحت عنوان "تخريب مصر" والذي تحدث عن الخراب الاقتصادي الذي حل بمصر على يد سلطات الانقلاب، فإن مجمل انتقاداتها استندت على أساس لا يمكن نفيه، فالأزمة الاقتصادية متفاقمة فى مصر وحكومتها تتطلع لتوقيع عقد مع صندوق النقد الدولي بقيمة (12) مليار دولار وقروض إضافية من مؤسسات دولية أخرى ب(9) مليارات دولار كطوق إنقاذ أخير قبل أي انهيار محتمل.
ولفت السناوي إلى أن التقرير أكد الكلام عن ضجر خليجى وتأهب لإعادة نظر كاملة فى المعونات الاقتصادية، موضحًا أن الكلام في توقيته مقلق، وللمجلة صلاتها بدوائر القرار الاقتصادي في دول الخليج الحليفة، في الوقت الذي نعت "النيويورك تايمز" الأمريكية فى افتتاحيتها الرئيسية الدور المصرى وقالت إن "مصر البائسة" لم يعد لها أي تأثير يذكر قياسًا على ما كان لها من أدوار في السابق أو على الدورين الإيراني والسعودي اللذين يتنازعان فوق مسارح الإقليم.
وأشار إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية الجديد "تيريزا ماي" تأخرت بأكثر مما هو طبيعى ولائق، لنحو ثلاثة أسابيع، فى الرد على طلب السيسي إجراء اتصال لتهنئتها، ما اعتبر جلافة دبلوماسية من رئيسة وزراء بلد عهد عنه العناية بالأصول والتقاليد، ما يعني تخلي دول الغرب عن السيسي.
فيما أشار الناشط الحقوقي والناشر هشام قاسم إلى صعوبة ترشح السيسي في الانتخابات المزمع إجراؤها عام 2018، وقال "قاسم" في تدوينة عبر حسابه الشخصي ب"فيس بوك": "موضوع مد فترة رئاسة السيسي 8 سنين خلاني كتبت تعليق امبارح لمحت فيه أن بقاء السيسي لفترة تانية شبه مستحيل تحت أي سيناريو ممكن"، مشيرًا إلى أن أحد أصدقائه اختلف معه وكتب تعليق يقول فيه إن: "السيسي مطول معانا وتعليقات أخرى بنفس المعنى من الأصدقاء"، حسب قوله.
وأضاف: "أنا شايف أنه مش حيترشح لفترة تانية لو اتفاق صندوق النقد تم؛ لأن ببساطة الاتفاق حيكون معناه ترشيد السياسة المالية وتوقف المشاريع القومية زي المليون ونص فدان اللي بيقال إن عشر تلاف منهم جهزوا للزراعة وفاضل مليون وربعمايه وتسعين الف فدان، مش لاقيين حد مستعد يضيع فلوسه فيهم، وبعثة البنك الدولي رفضت تمويل المشروع ببساطه لعدم وجود موارد مائية لري المساحة وكفاية على الجيل ده وجيلين تلاتة معاه خازوق توشكى" .
وأردف: "طبعا ده معناه العاصمة الجديدة بخ، ،الطرق السريعة للساحل الشمالي بح، وهنضطر احم احم نؤجل مشروع المفاعل النووي. التركيز حينصب على سياسات و مشاريع متواضعة شوية بس ممكن تحسن أوضاع البلد الاقتصادية" .
واستدرك: "ممكن طبعا الفريق بتاع السيسي ينصحوه بأن مجموعة صندوق النقد دول شوية خواجات عبيطة واحنا نوافق على شروطهم ونعمل ما بدالنا وفي الحالة دي، الصندوق حيلغي الاتفاق في أول مراجعة ربع سنوية. واحد يقولي طيب وهل ده معناه إن البلد تضيع، ارد اقول هيهات، وأبدا لن يحدث، فريق السيسي فاتح مفاوضات سرية مع مجموعة كواكب من المجرة الشمسية لضخ معونات واستثمارت ولا أذيعكم سرا على رأس الكواكب دي عطارد والمريخ وزحل".
يأتي ذلك في الوقت الذي أجرى المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" دراسة ميدانية أيام 27,28,29 يوليو قالت إن %74 من المصريين يرفضون استمرار نظام السيسي.
وأضافت الدراسة أن 74٪ من المصريين يرفضون استمرار نظام السيسي مقابل 11٪ فقط يريدون استمراره، بينما 15٪ ليس لديهم اهتمام بما يحدث، وترتفع نسبة الرفض في الفئات العمرية أقل من أربعين عامًا لتصل إلى 81٪، وتتقارب نسب رفض استمرار النظام عند الذكور والإناث.