أكد الداعية الإسلامي د. محمد الصغير -مستشار وزير الأوقاف وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب فى عهد الرئيس محمد مرسي- أن الوضع المتردي فى مصر لا يعكس بأي حال خلاف سياسي بين فصائل المجتمع، بقدر ما يجسد حرب معلنة على الدين ومحاولة لفرض العلمانية بقوة على هوية الدولة. وشدد الصغير –فى حوار لشبكة "الجزيرة" الإخبارية- مساء السبت، أن وضع المساجد فى مصر فى ظل القيود التى تفرضها وزارة أوقاف العسكر على ممارسة الشعائر الدينية، تسير من سيء إلى أسوأ، خاصة وأن الانقلاب سخر كافة أجهزته لحصار المساجد دون سواها من دور العبادة.
وأوضح الداعية الإسلامي أنه يخشي من تفاقم الوضع على نحو مأساوي، مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن يصبح الاعتكاف والصلاة فى المساجد فى شهر رمضان بالقرعة على غرار الحج، بحيث يسمح بممارسة العبادة فقط لمن شملته القرعة بينما يكتفي الباقين بالبقاء فى المنزل.
وأشار الصغير إلى أن النظام أتاح حرية الاعتقاد فى مصر للجميع باستثناء الأغلبية المسلمة، حيث يحظى المسيحيين بمساحات شاسعة فى أديرة ومعابد تتجاوز مساحتها ثلاثة أضعاف الحرم المكي على الرغم من علامات الاستفهام التى تحيط بتلك البنايات، كما يعبد الطريق أمام المد الشيعي.
وأضاف أن فى مصر الدخول إلى الملاهي الليلية وارتداد البارات لا يثير سخط الحكومة، أو يحرك جحافل الداخلية أو يستلزم قرار حظر من أى جهة أو مسئول، بينما عمارة المساجد تمثل صداعا فى رأس النظام تستوجب تدابير أمنية ومنشورات حكومية وأوامر سيادية.