انتظر المراقبون أن تظهر صورة رجل الأعمال أحمد أبو هشمية، إمبراطور الحديد ورجل المخابرات الحربية، إلى جوار رجل الأعمال الفرنسي من أصل تونسي طارق بن عمار، في صفقة شراء 100% من أسهم قناة ONTV وصحيفة صوت الأمة؛ باعتبار بيع نجيب ساويرس القناة لطارق بن عمار في ديسمبر 2012. غير أن "أبو هشيمة"، عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، نقل خبرا عن اليوم السابع، يصافح فيه ساويرس ويعلن شراء 100% من أسهم ONTV. لا أزمة مالية وساد في أوساط الصحفيين حديث عن أزمة مالية تسببت في بيع القناة، أزمة مالية تسببت في عدم إعلانها عن مسلسلاتها الجديدة في رمضان، مع توفير 5 مسلسلات درامية لشاشة ONTV!، التي تحولت إلى قناة عامة، مطلع العام الحالي، بعدما نقل لها وكيلها الإعلاني إيهاب طلعت مباريات الدوري من قناة TeN، فيما أزيحت البرامج السياسية إلى شاشة "ONTV live". إلا أنه، وقبل قليل على شاشة ONTV، عاتب الإعلامي جابر القرموطي نجيب ساويرس، على الهواء؛ بسبب بيعه للقناة قائلا: "لي عتاب عندك، أنت أخ أكبر، بس بعت ONTV ليه؟!". وقال القرموطي، في برنامجه مانشيت المذاع على ONTV: "ولكن في النهاية المال مال ساويرس وهو حر فيه، ولكن أنا مش عارف إيه أسباب بيعه للقناة". فيما اعتبر الإعلامي سعيد شلش، المتخصص في صحافة المنوعات، في تدوينة عبر حسابه على فيس بوك، أن صفقة "استحواذ أبو هشيمة على ONTV والشركة المالكة لصحيفة صوت الأمة" تعبر عن "زمن المسخ". "زيتهم في دقيقهم" وقزم الإعلامي د. حمزة زوبع من الصفقة، وتناول جانبا آخر بعيد عن ساويرس، قائلا عبر حسابه على الفيس بوك: "إن أبو هشيمة بتاع الحديد، واشترى قناة ساويرس بتاعة يوسف الحسيني"، وعلق قائلا: "زيت المخابرات في دقيق رجال الأعمال". فيما قال الصحفي قطب العربي، أمين عام مساعد المجلس الأعلى للصحافة، معلقا عبر حسابه على الفيس بوك: "الصفقة.. جزء من إعادة رسم خارطة الإعلام المصري وصناعة الأذرع الإعلامية التابعة تماما للحكم العسكري، وقريبا سنسمع عن صفقات أخرى خاصة بالحياة ودريم والنهار". وأضاف "أبو هشيمة في صفقة الONTV هو مجرد واجهة لجهة خفية للسيطرة على القناة التي كانت محسوبة- ولو بالباطل- على ثورة 25 يناير"، موضحا أنها كانت تحتضن أبرز الوجوه الإعلامية المحسوبة على الثورة، مثل ريم ماجد ويسري فودة وآخرين". ورأى "العربي" أن "استمرار القناة تحت سيطرة ساويرس لم يكن يتيح للسلطة تحريكها بالشكل الذي تريده بشكل كامل، فساويرس لديه مشروعه السياسي الخاص، وربما المنافس أحيانا لمشروع العسكر". معتبرا أن بعض الأسماء المرتبطة بالصفقة مثل ياسر سليم، صاحب موقع دوت مصر، تؤكد توقعاته. "سليم" اللغز وياسر سليم هو مالك موقع "دوت مصر"، والمنتج المنفذ لبرنامج "أنا مصر"، ويعد من أبرز اللاعبين في سوق الإعلام المصري حاليا، والذي يشمل الصحافة والبرامج التلفزيونية والإنتاج الدرامي. ويشترك "سليم" بشركته "بلاك&وايت"، وتامر مرسي بشركته "سينرجي"، في إنتاج خمسة مسلسلات أعلن عن عرضها على شاشة ONTV في رمضان، لدعم المنتجين الأصليين بسيولة تسمح باستكمال التصوير!. ومع بروز اسم ياسر سليم، سيخرج إيهاب طلعت، الرئيس التنفيذي لوكالة "برومو ميديا" للإعلان، والذي غاب تماما عن المفاوضات منذ أخبار البيع، وغير معروف حتى الآن من سيكون الوكيل الإعلاني الجديد لONTV بعد تغيير المالك. كما أن قناة "ONtv Live" لا تزال مجهولة المصير، بين إغلاقها أو الاكتفاء بتغيير سياستها التحريرية، وهو نفس الأمر بالنسبة لوكالة "أونا للأنباء" المملوكة أيضا لساويرس، وكذلك البحث في مصير موقع "مصراوي"، وموقع وجريدة "فيتو"، ومشروع الجريدة اليومية التي كان يستعد "ساويرس" لإطلاقها، وأيضا حصته في أسهم "المصري اليوم"، أم أن الأمر سيخرج مشابها لما خرج من قبل في صفقة بيع ساويرس "ONTV" لطارق بن عمار. أسباب الدهشة ولعل كذبة ساويرس والفرنسي "بن عمار" في نهاية النصف الأول من حكم الدكتور محمد مرسي باتت مفضوحة، وأن ضغوط الرئيس مرسي عليه كذبة أكبر، فقد عنونت الصحف، ومنها "المصري اليوم" التي يملك ساويرس فيها ما نسبته 50% من الأصول، أن «ساويرس» يبيع «ONTV» لرجل أعمال فرنسي من أصل تونسي"، نقلا عن وكالة "رويترز". وادعى "بن عمار" حينها أنه اتفق على شراء قناة ONTV من ساويرس، ولم يكشف عن القيمة المالية للاتفاق!. وزعم قائلا: "وقعت اتفاق الاستحواذ على شبكة إخبارية في مصر مع صديقي ساويرس، وهدفي هو إنشاء أول مجموعة تلفزيونية عربية مستقلة". رسالة عصام سلطان ويشهد التاريخ للمحامي والنائب السابق ببرلمان 2012 عصام سلطان، أنه كان كاشفا للصفقة الكاذبة والاضطهاد الكاذب أيضا لساويرس، صديق المخلوع مبارك، ففي 30 ديسمبر من 2012، كتب سلطان رسالة إلى يسري فودة يطالبه فيها بنشر الحقائق عن قناة ONTV التي باعها ساويرس لرجل أعمال تونسي من فلول نظام "بن علي". وكشف سلطان عن أن "نجيب ساويرس حين عرض قناة ONTV للبيع, أراد أن يضعها فى يدٍ أمينة (من وجهة نظره طبعا)، فباعها لطارق بن عمار, وهو تونسى الجنسية, شقيق وسيلة بن عمار, زوجة الحبيب بورقيبة الرئيس التونسى الأشهر فى تاريخ الاستبداد والفساد والظلم!". وأوضح أن "طارق بن عمار شريك ليبرلسكونى والوليد بن طلال, وهو أيضا موزع فيلم آلام المسيح فى أوروبا, ويمتلك قناة نسمة التونسية التى عرضت فيلما يجسد الذات الإلهية!!، وقد حكم على مديرها نبيل القروى, الذى يحتل رقم 48 فى القائمة السوداء للصحفيين المتعاملين مع "بن على" ونظامه، بغرامة مالية قدرها 1200 يورو، يوم 3/5/2012, واعتذرت المحكمة التى أصدرت الحكم لعدم وجود تشريعات زاجرة كافية". وكشف سلطان عن أن جهود طارق بن عمار فى الحرب على الثورة التونسية والثوار, ومحاولة استرجاع النظام البائد, نظام "بن على", مشهودة ومشهورة ومستمرة حتى اليوم, وهو صاحب دعوة فرنسا وأوروبا لعدم دعم الثورة التونسية؛ خوفا من أن تتحول تونس إلى إيران, وخوفا كذلك من هجرة التونسيين لأوروبا، ما أرعب الفرنسيين وجعل موقف أوروبا غير داعم للثورة فى بدايتها، وما زال مترددا حتى اليوم". وأضاف أن الصحفى نوفل الورتانى، مقدم برنامج "لاباس" التونسى على قناة التونسية، قدم حلقة عن رأس مال القناة ومالكيها، فكشفهم أمام الرأى العام التونسى، ومصر ليست أقل من تونس، والشعب المصرى يستحق أن نكشف أمامه الحقائق كالشعب التونسى، وأنت لست أقل من نوفل الورتانى, حتى ولو كنت تقدم برنامجا على ذات القناة.
