في خطوة مفاجئة، قررت حكومة الانقلاب برئاسة المهندس شريف إسماعيل الإطاحة بعصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ورفضت التجديد له، حيث انتهت مدته منذ عدة أشهر، وتم تعيين الإعلامية صفاء حجازي بدلا منه. 3 سقطات وراء الإطاحة بالأمير وحول أسباب الإطاحة بالأمير، قال السفير حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس وزراء الانقلاب، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "الحياة اليوم"، مع الإعلامية لبنى عسل، على قناة "الحياة" مساء اليوم السبت: إن الحكومة تسعى من وراء تعيين صفاء حجازي إلى تجديد الدماء والدفع بأسلوب عمل ورؤية جديدة داخل المبنى العريق "ماسبيرو". وتابع "نسعى لتطوير اتحاد الإذاعة والتلفزيون بما يحقق صالح القائمين عليه، وحتى يتم الاستفادة من قدرات وإمكانيات هذا الصرح الضخم". ولكن المراقبين للمشهد يؤكدون أن أسباب الإطاحة بالأمير لم يذكرها المتحدث باسم حكومة الانقلاب، وأن السبب الحقيقي وراء القرار المفاجئ هو عدم سيطرة الأمير على المبنى العتيق، وخروج عدد من البرامج عن النص، وتقديم مواد إعلامية تخالف توجهات النظام، بل تتناقض مع رؤيته، وهو الأمر الذي لا تقبل به سلطات الانقلاب تحت أي مبرر. ويؤكد مراقبون للمشهد أن وراء الإطاحة بالأمير ثلاث سقطات، الأولى في مايو 2015 عندما انقطع التيار الكهربائي عن ماسبيرو نصف ساعة كاملة ثم تكرر هذا المشهد بعد ذلك، والسقطة الثانية هي الانتقادات الحادة التي وجهتها الإعلامية عزة الحناوي على قناة القاهرة للسيسي، ووصفت بعض خطاباته بأنها تشبه خطابات هتلر النازية. والسقطة الثالثة هي برنامج "ثوار لآخر مدى" الذي تقدمه الإعلامية هبة عز العرب على قناة "القاهرة" التي تبث من ماسبيرو، وأن الحلقة الأخيرة للبرنامج والتي رحبت بمظاهرات يوم الأرض ودعت إلى التظاهر يوم 25 أبريل ضد التنازل عن جزيرتي صنافير وتيران هي السبب الحقيقي وراء الإطاحة بالأمير، رغم أن الأخير قرر الإطاحة بمدير القناة محيي سعد ووقف البرنامج، بالإضافة إلى إلغائه من جدول البرامج، وتحويل أسرة البرنامج بمن فيها المذيعة للتحقيق. وأسند "الأمير" الإشراف المؤقت على القناة لمدير عام البرامج الجماهيرية بها، خالد فتح الله، مدعيا أن البرنامج خرج عن المهنية والحياد، ولم يراع الظروف المتعلقة بالأمن القومي، وفق تقارير إعلامية. على خطى عزة الحناوي وفي مارس الماضي، اتخذ الأمير إجراءات عقابية بحق المذيعة عزة الحناوي على خلفية توجيه انتقادات حادة للسيسي، وتقرر إيقافها عن العمل وتحويلها إلى النيابة، ومنعها من دخول "ماسبيرو"، على خلفية انتقادات شديدة وجهتها للسيسي، وتشبيهها أسلوبه في أحد الخطابات بأسلوب الزعيم النازي "أدولف هتلر". خلال حلقتها أكدت الحناوي أن مصر لم يحدث بها تغيير يشعر به المواطن، قائلة: "أنت قلت لما حد يوجعكم يا مصريين متردوش واشتغلوا، وإحنا بنشتغل بس أجهزتك وحضرتك مبتشتغلش الحقيقة". وأضافت "الحناوى"، خلال برنامج "أخبار القاهرة" المذاع عبر قناة "القاهرة" على التلفزيون المصرى، "مفيش ملف أنت حليته من ساعة ما توليت رئاسة مصر، وباقى شهور قليلة وتنتهى سنتان من عمر ولايتك، ولم نر تغييرا كما وعدت". واستطرت أننا "نشعر وكأن النظام يرفع شعار (الرحيل التام أو الموت الزؤام) ضد الشعب المصري، مضيفة أن هناك مصريين كُثر رحلوا عن مصر، وآخرين يرغبون فى الرحيل حتى وإن تنازلوا عن جنسيتهم". الحلقة التي أطاحت بالأمير الحلقة سبب الأزمة استضافت فيها هبة عز العرب، مقدمة برنامج "ثوار لآخر مدى"، عبر شاشة "قناة القاهرة"، القناة الثالثة سابقا التي تبث من ماسبيرو، القائم بأعمال رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" مدحت الزاهد، الذي دعا إلى التظاهر يوم 25 أبريل الجاري، وتأسيس حركة على غرار "تمرد"؛ تتولى حملة جمع توقيعات من المصريين كي تطالب بعدم التنازل عن جزيرتي صنافير وتيران للسعودية. وخلال الحلقة، قالت "عز العرب": "لازم الداعين للتظاهرات يوعوا الناس هما ليه عايزنهم ينزلوا، ليه هما بيقولولهم كده، وإن إحنا بنقول إن ده تنازل عن الأرض". واستطرد القيادي بالتحالف الشعبي في توضيح إجراءات تدشين حملة وطنية شعبية رفضا لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وعقّبت مقدمة البرنامج: "هل هناك رقم محدد بتطمحوا الوصول إليه، زي مثلا حملة التوقيعات الخاصة بتمرد؟". فأجاب الزاهد: "لسه ما وصلناش لده (لم نصل بعد لهذه النقطة)، ولم نناقش هذه الجزئية؛ لأنها مش ساعة صفر". ثم وجه انتقادا للحكومة في تعاملها مع الشباب الغاضب والداعي للنزول واتهامه بالعمالة، وتدمير البلد، محذرا من أن العنف يولد عنفا وغضبا أشد من جانب الشباب، ثم انتقل للهجوم على السعودية. وقام مدحت الزاهد بنشر الحلقة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مؤكدا اعتزازه بأنه كان ضيفا في آخر حلقة للبرنامج قبل وقفه من جانب السلطات التي يقر بشرعيتها، ولكن فقط يرفض سياستها. دعوة للانقلاب انتهز مصطفى بكري، أحد أذناب العسكر والانقلاب، الفرصة وشن هجوما حادا على المذيعة والبرنامج، واعتبر ذلك دعوة صريحة للانقلاب على النظام، واتهم هبة عز العرب بالخيانة والتحريض لإسقاط الدولة والانقلاب عليها. وصرخ بكري قائلا: "إنتو قاعدين بتعملوا إيه.. إنتوا لا عندكوا خبرة، ولا وعي.. التلفزيون المصري يدعو الناس للتظاهر، وإنتو قاعدين تتفرجوا.. الخونة جوه الجهاز الإعلامي الخطير يا بهوات.. الله يخرب بيت اللي ألغى وزارة الإعلام اللي من ساعة ما اتلغت، والعملية بقت سداح مداح.. لا حد بيحاسب حد، ولا حد بيقول لحد إنت بتعمل إيه.. البلد هاتضيع بالشكل ده يا ناس". وأضاف: "هل هذه حرية رأي؟ هل حرية رأي إني أشكك في ثوابت وطن، وأقول: اعملوا مظاهرات يوم 25.. من التلفزيون المصري؟".
انقطاع الكهرباء الحالة الثالثة بحسب مراقبين، والتي كانت سببا في الإطاحة بالأمير، هي انقطاع التيار الكهربائي عن مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون في التاسع من مايو عام 2015، لمدة نصف ساعة، ما تسبب في انقطاع البث، وحدوث حالة من الشلل، داخل غرف التلفزيون وأستوديوهاته التلفزيونية والإذاعية. كما تكرر انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأجهزة والمعدات في قطاع الأخبار، في مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزويون "ماسبيرو"، في نفس الشهر للمرة الثانية، ما تسبب في انقطاع البث عن "راديو مصر"، التابع لقطاع الأخبار والقناة الثانية. وكشف عدد من العاملين في المبنى، في تصريحات صحفية لهم آنذاك، عن أن التيار الكهربائي انقطع بكشل جزئي، عن مبني اتحاد الإذاعة والتلفزوين، وذلك للمرة الثانية في أقل من شهر، وأن السبب في انقطاع التيار الكهربائي إجراء تحويل التيار لعدد من المحولات المسؤولة عن بعض أجزاء المبنى".