واصلت أسر الصحفيين المعتقلين الاعتصام داخل نقابة الصحفيين لليوم التاسع على التوالي، من إجل إطلاق سراح ذويهم المحبوسين داخل زنازين الانقلاب العسكري فى ضروف احتجاز غير آدمية، مطالبين بالإفراج الفوري عن كافة سجناء الرأي خلف أسوار الفاشية وتحسين الأوضاع داخل المعتقلات. وتزامن الاعتصام المفتوح مع احتفالات مجلس النقابة برئاسة يحيي قلاش بالعيد الماسي للنقابة، والتى شهدت انتقادات واسعة من جانب أعضاء الجمعية العمومية ضد تخاذل مجلس النقابة فى العمل على الإفراج عم معتقلي المهنة والتواطؤ مع النظام العسكري بالصمت المخيب تجاه جرائم الموت البطئ داخل زنازين الانقلاب.
وخطفت صور المعتقلين ولافتات الحرية التى سيطرت على مدخل النقابة الأنظار من المعرض الذى أقامه مجلس قلاش فى مدخل البناية القابعة فى عبدالخالق ثروب، حيث تزينت جدران النقابة بعبارات "أن تكون صحفيا ليست جريمة"، و"الحرية للصحافة"، و"الحرية لمحمد البطاوي"، "الحرية لعبدالرحمن شاهين"، "الحرية لإبراهيم الدراوي"، "الحرية لشوكان"، "الحرية لأحمد سبيع"، "الحرية لكافة المعتقلين السياسيين".
وكان أسر المعتقلين قد وجهوا -في بيان لهم- رسالة إلى الأحرار في العالم، "جئنا اليوم بعد ثلاثة أعوام من المعاناة طرقنا فيها كل أبواب المؤسسات المعنية من أجل حرية 90 صحفيا محبوسا في سجون مصر، يعانون الموت البطيء، وتعاني أسرهم المعاناة ذاتها وسط تجاهل نقابي وصمت دولي".
وأضاف البيان: "جئنا اليوم وكلنا أمل أن يسفر تحرك مجلس نقابة الصحفيين عن حرية ذوينا، ولا تتبخر وعودهم كما تبخرت مع الجمعية العمومية العادية السابقة وحديثهم المتكرر الذي لا صدى له حول عفو رئاسي عن ذوينا، وقد جئنا اليوم وكلنا أمل أن يكون موقفنا بالاعتصام داعما لجهود المجلس من أجل انتزاع حرية زملائهم، بعد التهديد بضبط وإحضار الزميل خالد البلشي، الذي قررت وزارة الداخلية سحبه بعد الموقف الجريء للزملاء بالجمعية العمومية، ما رأينا معه أن الضغط ووحدة الصحفيين سيجبران النظام على الاستجابة لمطالبنا ومطالب الصحفيين ومجلس النقابة بحرية المحبوسين إذا توفرت الإرادة لدى الجميع بذلك".
وتابع: "إننا إذ نعلن اليوم عن اعتصامنا المفتوح حتى حرية ذوينا، فإننا نطلق في هذه المناسبة مناسبة احتفال الصحفيين ب75 عاما على إنشاء نقابة الصحفيين بيت الحرية وقلعة الدفاع عن التعبير في مصر حملة دولية لدعم الصحفيين المصريين في سجون السيسي، هذا النظام الذي صنف كأشد الأنظمة الدولية عداء للصحافة، هي بداية لتفاعل صحفيي العالم مع حملتنا من أجل دعم حرية الصحافة والتعبير، ووقف مسلسل الانتهاكات المتواصل ضدها منذ ثلاث سنوات في يوبيلها الماسي".
ودعت رابطة أسر الصحفيين المعتقلين أبناء الجماعة الصحفية إلى التفاعل مع حملة اعتصامهم؛ من أجل دعم حرية الصحافة والتعبير عن الرأي، فيما أكدت آية علاء -زوجة الصحفي المعتقل بسجن العقرب حسن القباني-: "إنهم مصرون على إتمام اعتصامهم وتدشين خيمة بالدور الأرضي؛ حتى يتحرك مجلس النقابة، وعلى رأسه النقيب يحيى قلاش، في السعي الجاد إلى الإفراج عن ذويهم المحبوسين ظلما في سجون الانقلاب، وتوفير غرفة لاعتصامهم، حتى لا يستمر الاعتصام في بهو النقابة".
وفى إطار متصل، أعلنت عدة منظمات حقوقية بارزة عن تضامنها مع أسر الصحفيين المعتقلين في سجون العسكر، والمعتصمين منذ عدة أيام بمقر نقابة الصحفيين؛ للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم، وضمت "مركز هشام مبارك، والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، والمرصد العربي لحرية الإعلام، ومركز النديم لعلاج ضحايا العنف، ومؤسسة الدفاع عن المظلومين، وحركة جامعة مستقلة".
وزار مقر الاعتصام الأستاذ محمد عبد القدوس -مقرر لجنة الحريات السابق بنقابة الصحفيين ورئيس مؤسسة الدفاع عن المظلومين- الذي أعرب عن تضامنه الكامل مع زوجات الصحفيين السجناء في اعتصامهن للمطالبة بالإفراج عن ذويهن ، وتثمن المنظمات نضال المرأة المصرية ممثلا في هذا الاعتصام دفاعاً عن الحرية.
وأضاف عبد القدوس "نضم صوتنا لصوت هولاء الزوجات في المطالبة بالإفراج عن الصحفيين السجناء، وإصدار عفو رئاسي عمن صدرت بحقهم أحكام قضائية، وكذا بإطلاق سراح المحبوسين احتياطيا ، وحتى تكتمل عملية الإفراج فإننا ندعو لتطبيق لائحة السجون على هؤلاء الصحفيين وتوفير الرعاية الصحية والغذائية والرياضية اللازمة لهم وتمكين أسرهم من زيارتهم بدون عوائق".