«أنا أم جوليو، وليس من السهل عليَّ أن أكون هنا؛ لأن ما حصل لولدي ليس حالة معزولة، كما يزعم المصريون، إذ أود أن أشير إلى أنه توفى تحت التعذيب، مثلما كان سيحدث لأي مصري».. بهذه الكلمات المؤثرة بدأت "باولا ريجيني"، أم الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي قتله الشرطة المصرية بالتعذيب، وألقت جثته في منطقة صحراوية نائية بالقرب من مدينة 6 أكتوبر، وتم العثور على جثمانه يوم 3 فبراير الماضي. ونقل التلفزيون الحكومي الإيطالي، اليوم الثلاثاء، عن "باولا ريجيني"، والدة الشاب القتيل، قولها في مؤتمر صحفي بمجلس الشيوخ: "ابني جوليو لم يكن صحفيا ولا جاسوسا، بل كان شابا يمثل المستقبل، وعند توجُّهنا إلى المشرحة للتعرف على الجثة لم نستطع تمييزه سوى من أنفه، ولا أملك الآن البوح بما يمكن أن يكونوا قد فعلوا به قبل وفاته". وفي السياق ذاته، طالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ "لويجي مانكوني"- خلال المؤتمر الصحفي، باستدعاء السفير الإيطالي في القاهرة. ولفت إلى أن "استدعاء السفير لا يعني سحبه، بل لغرض التشاور، ومن الضروري إعادة النظر في العلاقات القنصلية مع مصر". وتابع "إذا لم يقدم وفد المحققين المصريين الذي سيصل إلى روما للقاء المسؤولين الأمنيين الإيطاليين في الخامس من أبريل المقبل أي جديد، فينبغي على وزارة الخارجية الإيطالية اعتبار مصر بلدا غير آمن". من جانبها، قالت محامية عائلة ريجيني "أليساندرا بالليريني"- في تعليق على رواية وزارة الداخلية قبل أيام، حول العثور على متعلقات لريجيني بحوزة تشكيل عصابي- "إننا أمام تضليل جديد من السلطات المصرية، التي أظهرت مقتنيات لا صلة لها بجوليو ريجيني باستثناء هويته".