"اعتناق المسيحية طريق اللاجئين المسلمين للبقاء في ألمانيا".. هذا ما كشفت عنه صحيفة "إندبندنت" البريطانية حول تعامل ألمانيا مع اللاجئين المسلمين الفارين من بلدانهم جراء القمع والفقر في بلدانهم. استشهدت الصحيفة بحالة اللاجئ الإيراني المسلم "محمد لي زونوبي" والذي تعرض للتنصير علي يد القس الألماني "جوتفريد مارتنز" في كنيسة "الثالثوث" الإنجيلية بضاحية برلين، مقابل ضمان الإقامة في ألمانيا وتوفير سبل العيش الكريم له ولأسرته المكونة من زوجته وطفلين. ونقلت عن القس "مارتينز" قوله إن البعض يتحول إلى الدين المسيحي لتحسين فرصهم في البقاء والإقامة في ألمانيا، غير أن هذا الدافع لا يمثل أهمية بالنسبة للقس الألماني. يأتي هذا في وقت تتزايد فيه أعداد اللاجئين الفارين من البلدان العربية والإسلامية بشكل غير مسبوق؛ حيث كشفت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من تشرد أكثر من 11 مليون سوري، داخل البلاد وخارجها جراء الحرب المستمرة منذ ما يزيد على 4 سنوات، ونقلت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية، عن المفوضية قولها في إحصائية أصدرتها، أمس الجمعة "إن عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار ارتفع إلى أكثر من 4 ملايين لاجئ، الغالبية العظمى منهم في تركيا"، مضيفة أن عدد المشردين في الداخل السوري من قراهم ومدنهم جراء الحرب بلغ عددهم 7.2 ملايين لاجئ. في حين فتحت بعض الدول الأوربية ومنها ألمانيا أبوابها لهؤلاء اللاجئين تخاذل الحكام العرب والمسلمين عن تقديم يد العون لهم، واصدر العاهل المغربي محمد السادس قرارًا بفرض تأشيرة على مواطني بعض الدول العربية، خاصة سوريا وليبيا، في وقت اتخذت المستشارة الألمانية "ميركل" قرارًا بتعليق العمل باتفاقية دبلن التي تنص على إعادة اللاجئين لأول دولة دخلوا عن طريقها إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبر بمثابة هدية لطالبي اللجوء من السوريين الذين لن يضطروا للعودة لأول دولة وصلوا إليها في الاتحاد، وتسبب القرار في موجة من الترحيب على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر صور جمعت بين عبارات بالألمانية والعربية، لاسيما وأن القرار تزامن مع تصريحات ميركل التي تعهدت فيها بعدم التسامح مع الهجمات التي تستهدف طالبي اللجوء في بلادها. اللافت أن الاستغلال الغربي لازمة اللاجئين العرب والمسلمين تجاوز حدود أوربا وأمريكا من خلال التحكم في المنظمات الدولية المختصة في تقديم المساعدات الغذائية، حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي -التابع للأمم المتحدة- وقف المساعدات الغذائية لنحو 230 ألف لاجئ سوري خارج المخيمات في المملكة الأردنية، بسبب نقص التمويل، فيما وقفت عَمان موقف المتفرج دون أن تحرك ساكنًا وكأن الأمر لا يعنيها. وقالت دينا القصبي - المتحدثة باسم البرنامج فيما يتعلق بعملية الطوارئ السورية- في تصريحات لوكالة "فرانس برس"- أمس الجمعة: "للأسف، اضطررنا بسبب نقص التمويل إلى قطع المساعدات عن 229 ألف سوري يعيشون خارج المخيمات في الأردن منذ بداية الشهر الحالي"، مشيرة إلى أن "البرنامج يحتاج إلى 236 مليون دولار ليستمر في مساعدة عائلات متضررة داخل سوريا وتقديم قسائم غذائية للاجئين في دول الجوار حتى نهاية نوفمبر". كان لاجئون سوريون في الأردن قد تلقوا الأسبوع الحالي رسائل نصية عبر الهاتف النقال جاء فيها "نظرا لقلة التبرعات يأسف برنامج الأغذية العالمي لإعلامكم بان مساعدتكم الغذائية قد توقفت، ويدرك البرنامج حجم المعاناة الناتجة عن هذا الوضع".