أثار غياب أمن الانقلاب الكامل على بوابات مدينة الإنتاج الإعلامي؛ قبيل ساعات من الانفجارات المتتالية التي استهدفت محولين كهربائيين يغذيان مدينة الإنتاج الإعلامي، مما أدى إلى وقف بث قنوات تليفزيونية لمدة خمس ساعات، تساؤلات وعلامات استفهام متعددة، خاصة أن هذا الاستهداف يعد المرة الأولى التي يتمكن فيها "مجهولون" في الوصول إلى مدينة الإنتاج الإعلامي التي يؤمنها العسكر من قبل الانقلاب بأيام. قال شهود عيان لشبكة "رصد الإخبارية: "إن الانفجارت وقعت وسط غياب أمن الانقلاب على غير المعتاد، مؤكدين أن البوابة 2 كان يتمركز أمامها عربات الأمن المركزي كل يوم، أما اليوم لم يكن موجودًا غير قوة أمنية صغيرة"، وعقب حدوث الانفجارات وصلت إلى محيط المدينة 4 سيارات من الحماية المدنية، بالإضافة إلى خبراء المفرقعات وسيارات الإسعاف. كشف الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الدسوقي رشدي تفاصيل ما حدث في مدينة الإنتاج الإعلامي، الذي تسبب في انقطاع البث عن القنوات المصرية، وقال رشدي -في تدوينة-: طيب بما إني حضرت حدوتة التفجير بتاع المدينة من أوله لآخره.. خلينا نقول كلمتين: الارتباك كان سيد الموقف تمامًا.. مضيفًا طريق مهم يعتبر ظهير النايل سات ومدينة الانتاج الإعلامي، وفيه أبراج الضغط العالي اللي بتغذيهم بالكهرباء مظلم تمامًا.. وغير مؤمن حتى بكمين واحد، لافتًا إلى أن أول 20 دقيقة محدش عارف ايه اللي حصل.. والضباط كنا معاهم بندور علي ايه حصل.. ووصلت معاهم في نفس التوقيت.. واندهشنا مع بعض إن البرجين انضربوا.. والأخوة في التلفزيون المصري مصممين يعيشوا في البلوظة.. ويضحكوا ع الناس ويقولوا عطل فني. وأضاف: الأخ أسامة هيكل -المسئول على المدينة- فضل ساعتين يقول معلومات غلط عن اللي حصل.. تفجير في كابل، وبعدين قال انه راح مكان الحادث وده محصلش، مدير الأمن بس اللي راح، تحديدا من بين حوالي 10 أبراج ضغط عالي، واختيارهم دون أبراج بتغدي مناطق أخرى، ومعرفة أن الآتنين دول بتوع مدينة الإنتاج.. معناه إن وزارة الكهرباء فيها حد بيلعب بديله. وتابع: الأخ الإرهابي اللي لقي وقت يزرع 8 قنابل حوالين برجين.. المسافة بينهم حوالي 150 مترًا، وبينهم طريق حارتين.. معناه إنه كان مرتاح ومذاكر المنطقة، وعارف إنه في أمان.. مضيفًا: لما مدينة الانتاج بأكملها ميكونش ليها تيار كهربي بديل أو خطة إسعاف لطوارئ الكهرباء بمولدات أو غيره تبقى خيبة قوية . أكد مصدر أمني أن الانفجارين ناجمان عن عبوات ناسفة، وأعلن العثورَ على ست عبوات أخرى، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني بوزارة داخلية الانقلاب تأكيده سقوط برجي الكهرباء المغذيين لمدينة الإنتاج الإعلامي (مجمع أستديوهات تبث منه معظم القنوات الفضائية) نتيجة انفجار ما وصفه بست عبوات بدائية الصنع، وانقطع البث عن غالبية القنوات العاملة من المدينة، بينما تمكنت بعض القنوات من الاستمرار في بث المواد المسجلة. من جانبه، شكل أسامة هيكل -رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي- غرفة عمليات موسعة لمتابعة الأوضاع في المدينة بعد انقطاع الكهرباء عنها. وقال هيكل: إنه تم السماح للقنوات بالاستعانة بمولدات من خارج المدينة، وبالفعل دخل حوالي 7 مولدات لقنوات مختلفة، مما سيؤدي إلى استقرار كافة القنوات. وأشار إلى أنه أجرى اتصالاته بوزارة الكهرباء في حكومة الانقلاب التي وعدت بالعمل على استعادة التيار الكهربي في أسرع وقت مؤكداً أن التفجيرات استهدفت برجي كهرباء ضغط عال على الخطين الرئيسيين المغذيين لمدينة الإنتاج الإعلامي، وعلى بعد 4 كيلومترات منها، مما أدى إلى انهيار برج بشكل كامل فيما مال البرج الآخر عن موضعه الطبيعي.