أكد الرئيس محمد مرسي أن شعب مصر لديه رغبة في العودة لكي يحتل مكانته الطبيعية في قلب أمته العربية، وليساهم بسواعد أبنائه في بناء مستقبل عربي مشرق بعد خروج مصر من منظومة العمل العربي لفترة من الزمن. وقال الرئيس في كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية: نعود من هذا التهميش الذي عشنا فيه على دور مصر التاريخي الطبيعي الفاعل المتحد المتفاعل المتكامل مع المحيط العربي ومع المحيط الإسلامي والإفريقي والدولي، مؤكدًا أنه إذا نهض العرب تنهض الدنيا. وأشار إلى أن التزام مصر بقضايا أمتها العربية هو التزام تاريخي جددته ثورة 25 يناير المجيدة. لافتا إلى أن العرب الآن بحاجة إلى التكامل والقدرة وتطوير آليات ووسائل العمل العربي المشترك لنحيي في نفوسنا جميعا مفهوم الوحدة العربية، والدفاع العربي المشترك، والمصير الواحد بل والرؤية الواحدة. وأضاف "لعلكم تتفقون معي أن الوقت حان لبحث منظومة العمل العربي المشترك، وتحويل هذا الملف إلى واقع ملموس، ومراجعة المنهج الذي اتبعته الجامعة العربية منذ قمة تونس 2004م، والذي قام على التركيز على إنشاء أطر وتغيير أسماء بعض أجهزة الجامعة، فالقضية في جوهرها ليست في استحداث آليات وأسماء، وإنما المطلوب هو إدخال تغييرات ملموسة. وتابع نريد أن تتجاوز قضية تطوير العمل العربي المشترك مرحلة الشعار والغاية النبيلة، وتترجم في إجراءات تفصيلية واضحة ذات نتائج ملموسة يشعر بها ويقتنع بجداوها المواطن العادي في جميع أقطارنا العربية. وأشار إلى أن شعوبنا وقد أعلنت عن انحيازها لقيم الكرامة والحرية والعدالة لن يسمحوا بأن تستمر معاناة أشقائنا في فلسطين، وتنتزع مقدراتهم وأرضهم في ظل غياب الرغبة الجادة من الطرف الآخر في التوصل لحل لهذه القضية التي لا تنتهي. وأكد أن مصر ستظل داعمة لأي تحرك تقرره القيادة الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، وستشارك في أي جهد عربي مشترك بهدف توجيه رسالة واضحة أنه لم يعد ممكنا الاستمرار في تجاهل الوضع الفلسطيني، مشيرا إلى أن المطلوب الآن هو القيام بتحرك يفضي إلى فعل سياسي، التحرك الدبلوماسي التحرك المدعوم بالفعل الشعبي، ويضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته، وإنهاء كافة مظاهر الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية. وشدد على أن إنهاء الخلافات الفلسطينية الفلسطينية بات أمرا شديد الإلحاح، ففي ظل الظروف العصيبة والدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية فإن خلافات الأشقاء أضحت ترفا لا يملكه أحد في هذه الظروف، مشيرا إلى أن القاهرة ملتزمة باحتضان الأشقاء الفلسطينيين لأنهاء خلافاتهم حتى عودة الوحدة للصف الفلسطيني. ووجه الرئيس المصري رسالة للنظام السوري قائلا: "ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء، لا تتخذوا القرار الصحيح في الوقت الخطأ، لا مجال للكبر أو المزايدة، لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء، فالآن وقت التغيير ولا مجال للإصلاح، مشيرا إلى أن عجلة التاريخ ماضية، وإرادة الشعوب غلابة، وإرادة الله فوق الجميع، ونحن مع الشعب السوري لينال كامل حقوقه بإرادته. وتابع "لا مجال للتلكؤ أو التباطؤ أو إضاعة الوقت، على الجميع أن يدرك أن الشعب السوري اتخذ قراره، ولا بد أن ينفذ هذا القرار، وعلى النظام السوري أن يأخذ العبرة من التاريخ القديم". وحول الأزمة اليمنية أكد الرئيس مرسي أن مصر رحبت بانتخاب الأخ عبد ربه منصور هادي والانتقال السلمي للسلطة في هذا البلد الشقيق في اليمن، لافتا إلى أن القاهرة مستعدة لأي دعم يساعد اليمن على مواجهة التحديات. وحول العراق قال لقد حقق الشعب العراقي الشقيق العديد من الإنجازات على طريق طويل لتحقيق الأمن والاستقرار، ولا يزال يناضل ليواجه العديد من التحديات. وعن القضية السودانية أكد أن مصر بحكم مسئوليتها التاريخية تدعو الجميع إلى تضافر الجهود العربية وتحقيق التوافق بين السودان وجنوب السودان، مشيدا بجهود قطر في حل الأزمة بدارفور. وأكد أن الصومال الشقيق يمر بمرحلة تاريخية بعد أن أنهكته الحروب الأهلية، وهو الآن بحاجة لإقامة مؤسسات وأجهزة الدولة الدائمة، معربا عن استعداد مصر الكامل لتقديم كل الدعم للصوماليين لإنهاء الحرب وبناء مؤسسات الدولة.