عندما يتعلق الأمر بأحكام قضائية مثيرة للجدل أو عقوبات سيئة السمعة، فلابد أن يتبادر للأذهان صورة مريبة لرجل يحمل شارب متوارث من المسلسلات التركية ونظارة شمسية سوداء على طريقة نادية لطفي، وسلسلة من الذهب تزين رقبة من الدهون، وجه يرهقه قترة عبوس. ناجي شحاتة أو –قاضى الإعدام- رجل المنصة الأسوأ فى مصر كما وصفته وكالة أخبار ألمانية، هو الوجه الأبرز على شاشات الفضائيات فى الآونة الأخيرة رغم الحظر القضائي بالتعليق عن الأحكام "المقدسة"، بعدما أصدر حفنة من العقوبات على قرابة 500 متهم فى أيام معدودات، ما بين إعدام ومؤبد وغرامات بالملايين، دون أدلة أو براهين باستثناء عقيدة راسخة يؤمن بها تدين بالولاء ل العسكر وتأمر بما يمليه كتب قائد الانقلاب. "كما كان القتل بالجملة.. جاء الإعدام بالجملة" هكذا كان منهج صاحب "دكان شحاتة" فى إنزال عقوبة الإعدام على 183 من مناهضى العسكر بالإعدام فى القضية المعروفة إعلاميا ب مجزرة كرداسة، رغم عدم ثبوت الأدلة، ثم واصل "عنيل القضاء" مشوار القمع بالحكم بالمؤبد على 230 ناشط بالمؤبد وغرامة 17 مليون جنيه. وخرج صاحب "دكان شحاتة" ليمر على القنوات الفضائية لينزل ضيفا على هاتف "الأذرع الإعلامية" زاعما أن القاعدة الأساسية التي يتبعها القضاة، بأن القاضي الذي يُلقي أُذنه للرأي العام لا يصلح أن يكون قاضيًا، وهى العبارة التى أكملها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ب"ولكنه لا بد أن يُلقي أُذنه لقواد العسكر". أحكام "دكان شحاتة" المشبوهة أثارت حالة من السخط على "فيس بوك وتويتر"، بعدما بات ذراع العسكر على منصة القضاء لمعاقبة الثوار بأحكام قاسية، حتى وصف رواد التواصل محاكمات "أبو سلسلة" بمنصة القضاء على الثورة. وعلقت سارة أحمد على تصريح شحاتة مع الأمنجي أحمد موسي، بأنه "سامح في تجاوز دومة بحق المحكمة وقال كفاية عليه المؤبد"، قائلة: لما المؤبد تسامح آمال لو سخنت على الراجل كنت ولدت فيه يا "داعش القضاء". وكتب الإعلامي سامي كمال الدين: "حكم بالمؤبد و17 مليون جنيه غرامة على أحمد دومة! لله درك يا ناجي شحاتة، منذ مات سعيد صالح افتقدنا الكوميديا"، في حين استنكر الصحفي أشرف صابر عدم إلقاء اللوم على من يحكم ل شحاتة من السلطة، وقال: "أغلبهم صب غضبه على ناجي شحاتة، ولم ينالوا من سيده وسيدهم الذي يلقن شحاتة الأحكام تليفونيا ولو بكلمة عتاب". منصور عبدالله كتب: "هو القاضي ده واخد قضايا أي معارض حصري!! إن دل على شيء دل على الفساد"، وعلقت جميلة إسماعيل: "هل مسموح لي الخروج و لو لمرة واحدة عن التأدب والوقار في التعليق..؟!! ممكن؟! ناجي شحاتة!". وعاد أسامة كمال الدين ليتوقف أمام تعليق شحاتة على حكم دومة، قائلا: "انت فاكر نفسك في ميدان التحرير".. جملة خطيرة قالها ناجي شحاتة ل أحمد دومة في محاكمة اليوم تكشف نظرة قضاء الزند". وكتب محمد خضر: "هو ليه ما ينفعش إحالة المدعو ناجي شحاتة للنائب العام للتحقيق في فنجريته؟ أو مستشفى الأمراض النفسية؟ ولا أقولك بكرة الثورة تشيل ما تخلي"، وعلق محمود رفعت: "النظام الآن في مصر لا يريد دولة بل كباريه يرقص فيه القضاة و تطبل فيه الفضائيات.. عشان الباشا". وكان شحاتة قد اكتسب سمعة عالمية فى أعقاب الحكم المشبوه على صحفي الجزيرة الإنجليزية دون أدلة بأحكام تتراوح بين 7 و8 سنوات العام الماضي، قبل أن تتدخل سلطة الانقلاب لتمنح صك البراءة لمن يحمل جنسية غير المصرية، ولكنه برر أحكامه ب"إحنا مبنحكمش على حد والله، دا ربنا هو اللي بيحكم".