سخر الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، من اللقاء الذي جمع بين قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي والقوى الوطنية. وقال حسني، في تدوينة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "كِدْت أُصاب ب"النقطة" وأنا أستمع لخطاب السيسى أمام ما اعتبره تجمعاً للوحدة الوطنية حين قرر أن يوجه الشكر والتحية لرئيس وشعب فرنسا بنفس الطريقة التي وجه بها من قبل الشكر والتحية لملوك وأمراء الخليج على دعمهم". وتابع "هذا الأسلوب الارتجالى المستمد من ثقافة "النقوط" في الأفراح البلدي يعنى أن الرجل مازال يعتقد أنه قادر على التعامل مع مشاكل مصر الخارجية بثقافته هو لا بثقافة ومهنية وخبرة الخارجية المصرية التى بذلت جهداً كبيراً على مدى أكثر من عام ونصف لإصلاح ما أفسدته المبادرات الارتجالية التى يراها السيسى تعبيراً عن عبقريته النادرة". وأضاف حسني، : "عشت بين الفرنسيين سنوات طويلة، وبقدر ما تعلمته من إيجابيات ثقافتهم بقدر ما أدركت أيضًا سلبياتها، وبقدر ما أعرف خطوط التماس بين ثقافتنا بقدر ما أدرك تماماً خطوط الافتراق بينهما .. صحيح أن الفرنسيين مغرمون بمصر وبحضارتها أكثر من أى شعب آخر، لكنها ليست مصر السيسى.. إنها مصر أخرى التى يغرمون بها .. مصر الأخرى التى تداس كل يوم تحت أقدام عشوائياتنا التى لا تختلف فى شيء عن عشوائية السيسى وهو يوجه الشكر والتحية فى زحمة "الفرح البلدى" وقت تجميع "النقوط" ... واستطرد قائلا :" مصر أخرى لم يبذل أى رئيس مجهوداً حقيقياً ليهدئ من ثورة روحها الهائمة علينا وعلى من يحكموننا.. وكأنه لا توجد لدينا وزارة للخارجية مسئولة عن حساب كل كلمة ينطق بها الرئيس وهو يتعامل مع العالم الخارجى، وعن تقدير المردود السلبى أو الإيجابى لكل حرف ينطق به!! ..." وتساءل مرة أخرى، من يشرح لهذا الرجل أنه يحكم "دولة" لها وزنها التاريخى والجغرافى والحضارى والدبلوماسي، ولا يدير شيئاً آخر .. من يشرح له أن مثل هذه المبادرات المغرقة فى "المحلية" إنما تؤذيه وتؤذينا ... شيء من الفهم ضروري، اللهم إلا إذا كنا قد استمرأنا دور "جامع النقوط".