في تطور جديد سيطر تنظيم "داعش" على أجزاء واسعة من الأنبار، من ضمنها ناحية الكَرمة في الفلوجة، والتي لا تبعد عن العاصمة العراقية سوى 50 كلم، وذلك بعد انسحابات للجيش العراقي وُصفت ب "الغريبة"، فيما تواجه بغداد خطرًا حقيقيًا من احتمال توغل التنظيم إليها بشكل كثيف يصعب على القوات العراقية صده أو إيقافه. وقالت مصادر أمنية عراقية إن "داعش " تمكن من السيطرة على مناطق جديدة في الرمادي والفلوجة، في وقت حذرت فيه جهات إدارية وعشائرية من خطر التنظيم على العاصمة.
وتشير تقارير صحفية إلى أن محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا والأردن والسعودية وهي أكبر المحافظات العراقية مساحة، مهددة بالتحول إلى "موصل ثانية".
كان تنظيم "داعش " قد قسّم الأنبار إلى ولايتين، الأولى "ولاية الفرات" وتشمل مدن حديثة والقائم العراقيتين إلى جانب البوكمال داخل الحدود السورية، فيما حملت الولاية الثانية اسم ولاية الأنبار وضمت مدن هيت وعنة وراوة والرمادي.
وقالت مصادر داخل الفلوجة إن "داعش" ينوي إعلان الفلوجة ولاية ثالثة وتعيين والٍ عليها من قياداته، لتسهيل إدارتها وإحصاء وتجنيد المقاتلين هناك.
وتضيف المصادر أن "داعش" الذي يقاتل القوات العراقية في المناطق الشمالية الغربية من الرمادي وتحديدا قوات اللواء الثامن في الجيش العراقي، هدفه مشاغلة القوات العراقية هناك، فيما يستكمل عناصره السيطرة على الفلوجة، ما يمكنه من محاصرة مقر اللواء وقطع طرق الإمداد عنه. كان رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، حذر من أن الأنبار وصلت إلى طريق مسدود بسبب ضعف الإمدادات لأبناء العشائر والشرطة، من قبل الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي، مشددا على أن سقوط الأنبار بيد "داعش" مقدمة لسقوط العاصمة العراقية، ولا سيما مع الإمكانات التسليحية التي حصل عليها التنظيم من القوات العراقية المنسحبة.