أكد مسئولون فلسطينيون أن قيام إسرائيل بهدم مقبرة "مأمن الله" التي تقع في الجانب الغربي لمدينة القدس القديمة وعلى بعد 2 كيلو متر من باب الخليل أحد أبواب البلدة القديمة، هو خير شاهد على وحشيتها تجاه المقدسات الإسلامية، حيث تقوم بطمس كل أثر إسلامي في هذه المدينة المقدسة بكل الطرق والوسائل الغير مشروعة، مشيرين إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بانتزاع معظم عظام ورفات الموتى والشهداء من هذه المقبرة، وألقت بها في الطرقات والشوارع، وأقامت على معظم مساحة المقبرة منشآتها الاستيطانية. وقال رئيس قسم المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى ناجح بكيرات: إن المقبرة التي تقع في القدس مدينة السلام يسميها البعض "ماملا" بمعنى ماء أو بركة من الله، وتبلغ مساحتها 200 دونم "الدونم ألف متر مربع" وتعد من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، وسجلت في سجلات دائرة الأراضي "الطابو" في 22 مارس من عام 1938م، وصدر لها وثيقة بكونها من ضمن أراضي الوقف الإسلامي. وأشار إلى أنه في مكان هذه المقبرة عسكر "سنحارليب ملك الاشوريين" عندما وصل القدس عام 710 قبل الميلاد، ودفن في ثراها عدد كبير من الصحابة أثناء الفتح الاسلامي للقدس عام 636 بعد الميلاد على يد الخليفة عمر بن الخطاب، كما دفن بها70 ألفًا من الرجال والنساء المسلمين في المقبرة، استشهدوا مع احتلال الصليبيين للقدس. وأوضح أنه عند تحرير القدس عام 1187 بعد الميلاد، أمر القائد صلاح الدين الأيوبي بدفن شهداء المعارك مع الصليبيين بمقبرة "مأمن الله" التي تأوى رفات الآلاف من الصحابة والعلماء والفقهاء والزاهدين، مضيفًا أن المقبرة حباها الله بالتكريم بأن ضمت بين ثراها رفات بعض صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أمثال عبادة بن الصامت، والفقيه شهاب الدين أبو العباس، والعالم عيسى بن محمد العكارى أحد كبار مستشارى القائد صلاح الدين الأيوبي.